بعد الانسحاب الأمريكي.. أوروبا لن تنقذ الاتفاق النووي الإيراني
سالي حسام الدين
الأربعاء، 09 مايو 2018 12:00 م
بيان موحد من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإدانة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وتأكيد الدول الثلاثة بأنها مستمرة بالالتزام بتعهداتها في الاتفاق، ولكن على الأغلب فإن هذا لن يكفي لإنقاذ الاتفاق.
فرنسا وإيطاليا قادتا الدول الأوروبية في 2015 للاستثمار في إيران، بل إن إيطاليا قامت بتغطية تماثيلها العارية إرضاء للرئيس الإيراني حسن روحاني عندما زار البلاد لتوقيع صفقات اقتصادية هائلة، فيما عرف إعلاميا وقتها بـ"رحلة شوبنج إيران".
وحتى ألمانيا فتحت مكاتب لشركاتها التي تستثمر في طهران حاليا.
ولكن الدلائل على الواقع تشير إلى موت الاتفاق النووي وأن الدول الأوروبية رغم غضبها الظاهر من أمريكا لن تحاول إنقاذ الاتفاق بجدية.
الانسحاب والعقوبات
اللواء محمد جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني قال صباح اليوم إن الدول الأوروبية عاجزة عن اتخاذ قرار مستقل عن أمريكا، وربما كان محقا في كلامه فرغم الغضب الأوروبي ذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" أن الحكومة الألمانية دعت شركاتها التي تعمل في إيران حاليا إلى إنهاء أعمالها وفض الشراكات بعدما عادت العقوبات الأمريكية للواجهة.
بينما فرنسا لديها حوالي 300 شركة فتحت مكاتب بإيران وكانت تخطط لفتح مكاتب لـ2000 شركة أخرى بحسب ما أعلنت في فبراير، والأن في فإن شركة بيجو للسيارات تدعو الاتحاد الأوروبي لموقف موحد لحماية الاستثمارات الأوروبية في إيران بعد عودة العقوبات الأمريكية خاصة وأنه بعد 80 يوما فقط ستعود العقوبات على قطاع السيارات.
لكن موقف أوروبي اقتصادي موحد يبدو بعيدا نظرا لأن ألمانيا بدأت الانسحاب بالفعل.
الكماشة الأمريكية
الدول الأوروبية لن تستطيع الاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني ببساطة لأن هذا يضع شركاتها في كماشة العقوبات الأمريكية التي ستحظر التعامل مع أي شركة تتعامل مع إيران، وبهذا فإن دول أوروبا سيكون عليها في نهاية الأمر الاختيار بين اقتصادها الخاص وخسارة السوق الأمريكي والعالمي، نظرا لأن العقوبات الأمريكية تمتد لتشمل الشركة أو "الطرف الثالث" الذي يتعامل مع الشركات الصديقة لإيران.
لا يفوتك