التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 09:35 م , بتوقيت القاهرة

"جان هنري دونانت".. مُبتكر الصليب الأحمر ومنقذ جرحى الحروب

جان هنري دونانت
جان هنري دونانت
منذ قرابة قرن ونصف، وبالتحديد عام يونيو عام 1859، اشتبك الجيشان النمساوي والفرنسي في معركة ضارية، ببلدة سولفرينو في شمال إيطاليا، وبعد 16 ساعة من القتال، كانت ساحة القتال تغص بأجساد 40 ألف قتيل وجريح، في مساء اليوم نفسه وصل مواطن سويسري يُدعى "جان هنري دونانت" إلى المنطقة في رحلة عمل، وهناك راعته رؤية آلاف الجنود من الجيشين وقد تُركوا يُعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة، ليبدأ الرجل يفكر في طريقة يمكن بها فيما بعد إنقاذ الجرحي لقب فيما بعد الصليب الأحمر.
 
ويعد الصليب الأحمر عبارة عن منظمة مستقلة ومحايدة تقوم بمهام الحماية الإنسانية، وتقديم المساعدة لضحايا الحرب والعنف المسلح، وفي ذكرى ميلاد جان هنري دونانت، نستعرض خلال السطور التالية رحلة تأسيس الصليب الأحمر.
 
فريق الصليب الأحمر
 
تدشين الفكرة
بعد عودة الرجل من سويسرا نشر "دونان" كتاب "تذكار سولفرينو"، الذي وجه فيه نداءين مهيبين الأول يدعو فيه إلى تشكيل جمعيات إغاثة في وقت السلم تضم ممرضين وممرضات مستعدين لرعاية الجرحى وقت الحرب، والثاني يدعو فيه إلى الاعتراف بأولئك المتطوعين الذين يتعين عليهم مساعدة الخدمات الطبية التابعة للجيش وحمايتهم بموجب اتفاق دولي.
 
وفي عام 1863 شُكلت "جمعية جنيف للمنفعة العامة"، وهي جمعية خيرية بمدينة جنيف، وهي لجنة من خمسة أعضاء لبحث إمكانية تطبيق أفكار "دونان". وأنشأت هذه اللجنة التي ضمت غوستاف موانييه، وغيوم هنري دوفور، ولوي أبيا، وتيودور مونوار، التى أصبحت فيما بعد "اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
 
584
 
شارة الصليب الأحمر
 
بعد تأسيس اللجنة شرع مؤسسوها الخمسة في تحويل الأفكار التي طرحها كتاب "دونان" إلى واقع، وتلبية لدعوة منهم أوفدت 16 دولة وأربع جمعيات إنسانية ممثلين لها إلى المؤتمر الدولي الذي افتتح في جنيف في 26 أكتوبر عام 1863، وكان ذلك المؤتمر هو الذي اعتمد الشارة المميزة، التى عرفت بشارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء، حيث ولدت من خلاله مؤسسة الصليب الأحمر. 
 
الصليب الأحمر..
 
أسرى الحرب
 
من أجل إضفاء الطابع الرسمي على حماية الخدمات الطبية في ميدان القتال والحصول على اعتراف دولي بالصليب الأحمر ومثله العليا، عقدت الحكومة السويسرية مؤتمرًا دبلوماسيًا في جنيف عام 1864، شارك فيه ممثلو اثنتي عشرة حكومة واعتمدوا معاهدة بعنوان "اتفاقية جنيف لتحسين حال جرحى الجيوش في الميدان"، والتي غدت أولى معاهدات القانون الإنساني، وعقدت مؤتمرات أخرى لاحقاً وسَعت نطاق القانون الأساسي ليشمل فئات أخرى من الضحايا كأسرى الحرب.
 
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية عقد مؤتمر دبلوماسي دامت مداولاته أربعة أشهر واعتمدت على أثره اتفاقيات جنيف الأربع في 1949 التي عززت حماية المدنيين في أوقات الحرب. وأُكْمِلت هذه الاتفاقيات في 1977 ببروتوكولين إضافيين.