التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 07:57 م , بتوقيت القاهرة

كيف مات الناصر صلاح الدين؟

 
كيف مات صلاح الدين؟ وهل كان من الممكن إنقاذه لو أُصيب بنفس العلة اليوم؟. تشخيص سبب الوفاة يمكن أن يجعل الأطباء حائرين.
 
يعكف مندوبو المؤتمر السنوي للباثولوجيا السريرية التاريخية في الولايات المتحدة على دراسة روايات وشهادات وتقارير تاريخية للتوصل إلى أسباب وفاة المشاهير. التحدي الذي قبله أعضاء المؤتمر في دورته هذا العام هو القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين ومحرر القدس، لمعرفة أسباب وفاته عن 56 عامًا في سنة 1193.
 
وبحسب الجارديان البريطانية، قال الدكتور ستيفن جلاكمان أستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا إن التحدي الذي تطرحه حالة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي من أصعب التحديات لعدم توافر المعلومات، في حين أن الروايات التاريخية ليست دقيقة وشحيحة، مشيرًا إلى عدم وجود تفاصيل موثوقة، بما في ذلك عن فترة الأسبوعين التي كان صلاح الدين مريضًا خلالهما.
 
توثيق متأخر
الروايات التاريخية عن مرض صلاح الدين الأيوبي تتحدث عن تعرّق ونوبات من الحمى الصفراء وأوجاع في الرأس وكان سبب المرض موضع نقاش منذ زمن طويل مع آراء تذهب إلى إصابته بالتهاب السحايا السلّي.
 
يقول الدكتور جلاكمان إن الأدلة المتاحة تشير إلى أن السبب هو عدوى جرثومية، وبالتحديد التيفويد. وأوضح أن التشخيص يستند إلى الأمراض الشائعة وقتذاك، والقاتلة منها، ومنها الأمراض التي تميت المصاب خلال أسبوعين أو نحو ذلك. ثم أضاف إن التيفوس احتمال آخر.
 
لكن التشخيص ليس أكيدًا مئة في المئة، ويعترف رئيس المؤتمر الدكتور فيليب ماكوفياك من جامعة ماريلاند بعدم وجود أدلة على أوجاع في معدة صلاح الدين، تكون عادة من أعراض التيفويد. ولاحظ أن السجل التاريخي يكتبه أشخاص ليسوا متخصصين وكثيرًا ما يكتبونه بعد الحدث.
 
وقال الدكتور توم أوسبريدج المؤرخ المتخصص في العصر الوسيط في جامعة الملكة ماري في لندن الذي سيلقي محاضرة في المؤتمر عن انتصار صلاح الدين في معركة حطين واستعادة القدس وموت السلطان، الذي ربما أجهض حملة عسكرية حاسمة كان يخطط لها، إن وفاة صلاح الدين كانت مأساوية، لأنه قاتل بشجاعة وعزيمة قوية في ما تُسمى الحملة الصليبية الثالثة التي قادها ملك انجلترا ريتشارد قلب الأسد.
 
حالات أخرى
من بين الشخصيات التاريخية التي درس المؤتمر أسباب وفاتها، مقتل إبراهام لنكولن برصاصة أطلقها الممثل جون ويلكيس بوث. وتساءل الباحثون عمّا إذا كان الطب الحديث سينقذ الرئيس الأمريكي لو أطلقت النار عليه الآن.
 
وقال رئيس المؤتمر موكافياك إن لنكولن كان على الأرجح سيعيش، وربما يعود إلى مزاولة مهام الرئاسة. لكن الدكتور موكافياك استدرك قائلًا إن كل الحالات التي درسها المؤتمر، وهي 25 حالة حتى الآن، لا يمكن القول إنها حالات حُسمت وأُغلقت ملفاتها "لأننا لا نتوافر على نتائج فحوص مؤكدة لأسباب غنية عن البيان".