"الفوكلاند" و"النقابات المهنية" أشهر معارك المرأة الحديدية
مارجريت تاتشر
إسراء عبد التواب
الجمعة، 04 مايو 2018 02:15 م
"لست سياسية إجماع..انا سياسية إقناع" جملة طالما رددتها مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا -المرأة الحديدية- ولخصت شخصيتها القوية التى أهلتها لتولي منصب رئاسة الورزاء لثلاث مرات كأول إمرأة تتولى المنصب.امتزجت انوثتها بالقوة، ما جعل الرئيس الرئيس الفرنسي فرانوسا ميتران يصفها:" لديها عيون كاليغولا وفم مرلين مونرو".
تاتشر
في مثل هذا اليوم 4 مايو عام 1979 تقلدت "تاتشر" رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة، كأول امرأة تتولى هذا المنصب، وتمتعت بذهن قوي حماها من الخرف في الشيخوخة طبقا لدراسة بريطانية، أكدت أن اقبالها الكبير على العمل ساهم فى عدم تلف خلايا مخها مع تقدم العمر، لكن سهم الموت كان نافذا واختطفها فى عمر 87 عاما.
مارجريت تاتشر وزوجها
لقب" المرأة الحديدية" لم يكن من فراغ، لكنه اختصها بسبب اتباعها سياسة اقتصادية ليبرالية محضة جعلها تدخل صراعا حادا مع العمال. بعد توليها القيادة خصصت "تاتشر" عددا كبيرا من الشركات البريطانية الكبرى، وبعد وفاتها تركت الشعب البريطاني منقسم حولها، منها من أحب سياستها، ومنها من نقم على فترة توليها المنصب.
ولدت تاتشر، في أسرة تعشق العمل، لذا لم تركن يوما إلى البعد عن الكفاح، حيث كانت ابنه تاجر للمواد الغذائية، وأمها كانت خياطة ملابس، إلتحقت بمعهد الكيمياء بجامعة إكسفورد ببيريطانيا فى بداية الأمر، قبل أن تغير مسارها الدراسي لتلتحق بمعهد الحقوق للعمل محامية، ثم صعدت إلى حزب المحافظين، كأول
امرأة تتولى المنصب في 1975 إلى 1990.
جنازة تاتشر
الجرأة السياسية والإقتصادية الليبرالية كان النهج الذى اتبعته "تاتشر"، بعد وصولها إلى الحكم، بعدها قادت عددا كبيرا من الإصلاحات الإقتصادية، التى ظهرت فى أشهر حروبها مع الأرجنتين، والتي عرفت بحرب "الفوكلاند"، واستمرت عشرة أسابيع.
اندلعت الحرب فى عام 1982، بينما كان الإقتصاد البريطاني يمربمشاكل صعبة، لكن "تاتشر" قررت دخول الحرب، وهي تعتمد على ذكائها من أجل استرجاع جزرالملاوين التي استولت عليها بيونس آيرس، وبعد جهد حربي كبير، ربحت "تاتشر"الحرب، ورفع ذلك رصيدها السياسي لدى النواب المحافظين وغالبية البريطانيين، وأدى إلى إعادة انتخابها للمرة الثانية رئيسة للحكومة البريطانية في 1983.
مارجريت تاتشر مع ملكة بريطانيا
وإنضم إلى قائمة الحروب التى خاضتها "تاتشر" تلك الحرب التى دخلتها مع النقابات المهنية بسبب الخصخصة، وأدت فى النهاية إلى خصخصة كبرى الشركات البريطانية، بينها العاملة في مجال الفحم، وقلصت من العلاوات الاجتماعية التي كانت تتقاضاها العائلات، خاصة الفقيرة والمتوسطة، فيما سمحت للأغنياء وأرباب العمل بالإستثماربسهولة، وعلى خلفية القوانين المالية والإقتصادية الجديدة التي قامت بتمريرها في البرلمان والداعمة للنظام الليبرالي، وهو ما جعلها تدخل فى صراع كبيرمع النقابات المهنية التى نظمت ضدها مظاهرات شعبية للتنديد بسياستها الليبرالية، ليحسم الصراع فى النهاية لصالح رئيسة الوزراء البريطانية.
بعد وفاتها مثلت الفنانة ميريل ستريب فيلم "المراة الحديدية"، والذى تطرق لحياة مارجيت تاتشر، ودفعها إلى الفوز بجائزة الأوسكار.
لا يفوتك