التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:50 م , بتوقيت القاهرة

الأسكندر الأكبر .. نقطة التواصل الحضاري بين مصر واليونان

الاسكندر الأكبر
الاسكندر الأكبر
يعد الأسكندر الأكبر، نقطة الإنطلاق للتواصل الحضاري المصري اليوناني، حيث صارت الإسكندرية ثاني مدن العالم القديم بعد روما، وسادت فيها اللغتان المصرية والإغريقية.
 
بتلك الكلمات تطرق خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة الآثار، إلى دور الوافد اليوناني في حياة المصريين، وقال إن الأسكندر تشبع بالثقافة الإغريقية قبل القدوم إلى مصر، فقد كان الفيلسوف أرسطو يباشر تربيته منذ الثالثة عشرة من عمره ، ودرس الفلسفة والأدب والهندسة والرياضيات على يد أساتذة وحكماء الإغريق،كما شب متشبعًا بالحضارة المصرية التي تلقاها عن أستاذه أرسطو الذي درس مع أفلاطون في جامعات مصر القديمة.
 
اعتنق الأسكندر الأكبر الديانة المصرية القديمة وعبادة زيوس آمون قبل حضوره إلى مصر، وكان أول عمل قام به في مصر هو التوجه إلى منف،حيث اعتنق الديانة المصرية القديمة،وأقام حفلات تتويجه في مصر بإحضار الفنانين والموسيقيين من بلاد الإغريق.
 
استكمل الأسكندر رحلته نحو الجنوب، وقام بزيارة الكرنك وقدم القرابين للمعبود آمون، وأمر بإصلاح المعابد خاصة معبد الملك تحتمس الثالث القائد البطل، وسجل زيارته على جدران المعبد ثم عاد إلى منف، وانتقل منها عن طريق فرع نهر النيل الكانوبي، الذي كان يصب عند الإسكندرية في بحيرة مريوط.
 
عقب ذلك، اتجه الأسكندر إلى واحة آمون ثاني حدث هام في حياته بمصر بعد زيارته لمنف، وكان لمعبد آمون أهمية خاصة لدى الملوك والقادة الإغريقيين، حيث كانوا يتبركون بالمعبود زيوس آمون ويؤمنون به، وكان الأسكندر يعتقد أن المعبود آمون كان له الفضل في انتصاراته وفتوحاته.
 
وضع الأسكندر تصميم الإسكندرية على طريقة تصميم المدن الهيلينية ذات التخطيط المتعامد يحيط بها سور دفاعي، ويخترق المدينة شارعان رئيسيان ينتهي طرف كل منهما بباب من أبواب المدينة الأربعة ، كما انقسمت المدينة إلى مجموعة من الأحياء يتوسطها الحي الإمبراطوري، كما أقيمت منارة الإسكندرية الشهيرة التي أقامها سوستراتوس.
 
كانت الإسكندرية أول مدينة تعرف بناء الفنادق على البحر الأبيض المتوسط ، وكان يطلق عليها قصور الضيافة ، وكانت المدينة مزودة بقنوات للمياه تحت الأرض تنقل إليها المياه من قناة رئيسية تأخذ مياهها من النيل وتحفظ في خزانات تحت المنازل ترفع منها المياه بالرافعات والمضخات.
 
ونظم الأسكندر الإدارة الحكومية في مصر، ومنح مصر حكما ذاتيا ثابت الأركان، واتسعت فتوحاته لتشمل إمبراطورية الفرس والهند حتى توفي في بابل 323 ق.م ، ولم ينقل جثمانه إلى مصر مباشرة بل تأخر عامين حيث قرر قواده برئاسة بطليموس الأول أن يعدوا له موكبًا ضخمًا يتفق مع عظمته وبطولاته وتقدم موكبه من بابل إلى مصر بطليموس الأول، وبذلك أمكنه بأن ينادي بنفسه ملكًا ووريثًا للعرش كابن للإسكندر الأكبر ومن سلالة المعبود آمون.
 
أوصى الاسكندر أوصى قبل وفاته بأن يدفن فى واحة آمون بسيوة ، وورد في برديات ديودورس الصقلي الذي وصف جنازة الإسكندر ونعشه الذهبي الذي وصل إلى مصر بأن جثمانه لم يكمل رحلته إلى سيوة ، بل انتقل إلى منف عاصمة البلاد التي كان قد توج فيها ملكًا على مصر ودفن في معبد جنائزى بالقرب من معبد الإله بتاح، بينما أجمع أكثر من مؤرخ من مؤرخي عصر البطالمة والرومان بأنه دفن بالإسكندرية ، وذلك طبقا لما جاء فى كتاب " لغز الحضارة المصرية" للدكتور سيد كريم .