التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:28 ص , بتوقيت القاهرة

بالفيديو.. "ربع قرن" تقود المصلين في لندن لرفض الصلاة على نزار قباني

نزار قباني
نزار قباني
كتب الشعر كما يحرك لاعب الشطرنج أحجاره، لكن جنازته انتظرت طويلا فى المسجد الإسلامي بلندن دون أن يصلى عليها. رقد جسده فى هدوء بعد رحلة تمرد طويلة ضد التشدد والإرهاب واستغلال الدين من الدعاة المزيفين.
image003
نزار قباني
استغل الآخرون رقدته الأخيرة، ليعاقبوه، وهم يرفضون الصلاة عليه، عندما قدم جسده المسجي إلى المركز الإسلامى بلندن، كان الإمام يستعد للصلاة عليه، لولا شاب متشدد وقف فى قاعة المسجد، وصاح فى المصلين يوم 30 إبريل من عام 1998، ليدفعهم إلى تأييد رفض الصلاة على الشاعرالسوري، والذي عرف بقصائده الجريئة ضد المتشددين، وبجملة غابت عنها الرحمة كما تنبأ بهم "نزار" فى قصائده، هتف الشاب فى الجموع:"نزار قباني شاعر لا تشمله رحمة الله، فلا يستحق أن يصلى على جنازته"، وكان هجومه يخص قصيدة "ربع قرن"، التي هاجم فيها خطابات الدعاة المتشددة لتغيبب العقل وعدم لاأخذ بالأسباب.
 
لولا تدخل الشاعرالراحل غازي القصيبي، سفير السعودية آنذاك، والذى رافق الجثمان إلى المسجد هو وعدد من السفراء العرب، ، فقام بتهدئة الجموع، لدفعهم للصلاة على جنازة "قباني" ونجحوا في النهاية، ليعكس الموقف تنبؤات "نزار قبانى" حين هاجم من انتقد قصائده دون أن يدخل إلى نسيجها، وهو يقول:" أنا لا أؤمن بالنقد الذي لا يعيش في القصيدة، ولا أحب من ينظر لها على أنها أرنب على مائدة التشريح. الناقد الحقيقى هو من يستطيع أن يتقمص الشاعر أو ان يكون شاعرا ثانيا".

لتتحق تنبؤات "قباني" حول الناقد الحقود والمتشدد، لتظل قصيدة "ربع قرن" شاهدة على حريته وإستقلاله فى وجه الزعامات الدينية الزائفة، بل وثيقة حية على توريث التشدد للأجيال القادمة،وهو يهاجمهم نصا فى قصيدته..
من ربع قرن وأنا أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الامام
يقول اللهم امحق دولة اليهود
اقول .. اللهم امحق دولة اليهود
يقول اللهم شتت شملهم
أقول .. اللهم شتت شملهم
يقول اللهم اقطع نسلهم
أقول اللهم اقطع نسلهم
وهكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة…
أعيش في حضيرة الأغنام
أنام كالأغنام
أعلف كالأغنام
 أنام كالأغنام 
أبول كالأغنام
أدور كالحبة في مسبحة الامام
أعيد كالببغاء
كل ما يقول حضرة الامام
لا عقل لي ..
لا رأس ..
لا أقدام..
أستنشق الزكام من لحيته
والسل في العظام..
قضيت عشرين سنة
مكوما…
كرزمة القش على السجادة الحمراء
أجلد كل جمعة بخطبة غراء
أبتلع البيان والبديع
والقصائد العصماء
أبتلع الهراء
عشرين عاما
وأنا يا سادتي
أسكن في طاحونة
ما طحنت قط سوى الهواء…
ياسااادتي
بخنجري هذا الذي ترونه
طعنته
في صدره والرقبة
طعنته
في عقله المنخور متل الخشبة
طعنته باسمي أنا
واسم الملايين من الاغنام
يا سادتي…
أعرف أن تهمتي
عقابها الاعدام
لكني
قتلت اذ قتلته
كل الصراصير التي تنشد في الظلام
والمسترحين على أرصفة الأحلام
قتلت اذ قتلته
كل الطفيليات في حديقة الاسلام
كل الذين يطلبون الرزق..
من دكانة الاسلام
قتلت اذ قتلته
يا سادتي الكرام..
كل الذين منذ ألف عام
يزنون بالكلام