قصة مظاهرات أرمينيا وسقوط تقليد بوتين
مظاهرات أرمينيا ضد سركسيان
سالي حسام الدين
الثلاثاء، 24 أبريل 2018 01:13 م
بالتزامن مع الذكرى الـ103 لمذابح الأرمن، كانت أرمينيا على موعد مع تحول سياسي أسمته الصحف بالثورة السلمية التي استقال معها رئيس الوزراء سيرج سركسيان.
ماذا حدث في أرمينيا؟
سركسيان البالغ من العمر 63 عاما كان يحكم أرمينيا الدولة السوفيتية السابقة منذ 10 سنوات، وكان قبلها أيضا تولي الحكم بصفة رئيس الجمهورية وليس رئيس الوزراء فقط.. ولكن حاول سيرجسيان الالتفاف على الحد الأقصى لفترة الحكم، وأراد تمديد فترة حكمه عبر إجراء تصويت برلماني ينقل صلاحيات رئيس الدولة لرئيس الوزراء .. عندها خرج الآلاف للاحتجاج في شوارع العاصمة يرفان، وبلغ عدد المحتجين 50 ألف شخص.
زعيم المظاهرة الشهير كان نيكول باشينيان الذي قابل سركسيان يوم الأحد وسط الاحتجاج في محاولة للوصول لحل وطالب باستقالة رئيس الوزراء، ولكن تم اعتقال باشينيان مما أشعل المحتجين غضبا بشكل أكبر.
ورفض المحتجون مغادرة الشوارع حتى استقالة سركسيان الذي ذهب للتفاوض مع المحتجين مباشرة وفشل، وفي النهاية تم الإفراج عن باشينيان وأعلن المتحدث باسم سركسيان استقالة رئيس الوزراء نزولا على مطالب المواطنين المحتجين.
سيرز سركسيان
لماذا الآن؟
الخطوة التي أقدم عليها سركسيان من أجل إطالة فترة حكمه كانت بحسب مجلة "التايم"، محاولة لترسيخ نفسه في السلطة فهو كرئيس للجمهورية لديه فترة رئاسة محدودة، ولكن إذا نقل صلاحيات رئيس الدولة لرئيس الوزراء فسوف يملك صلاحيات كاملة وفترة مفتوحة للحكم من خلال الانتخابات التي سيرتب فوزه بها.
وتقول المجلة إن رئيس وزراء أرمينيا كان يحاول بهذا تقليد حليفه فلاديمير بوتين وعدوه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكلاهما تمكن من تثبيت أقدامه في السلطة لوقت أطول مما يمنحه الدستور في الدولتين عادة عبر ثغرات وتعديلات دستورية والتنقل بين رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة.
كما أن توقيت الخطوة كان سيئا، فبينما سركسيان يحاول أن يكسب شعبية من خلال ذكرى مذابح الأرمن، كان المحتجون هم من يحصلون على الشعبية بنزول الناس الذين يحيون ذكرى الإبادة الجماعية وانضمامهم للمحتجين.
ماذا سيحدث الآن؟
بعد استقالة سركسيان فإن الحكومة الأرمنية أعلنت تولي رئيس الوزراء السابق كارين كارابتيان رئاسة الحكومة بشكل مؤقت، والمعروف عنه أنه حليف لسركسيان.
وأشار تقرير في معهد كارنيجي إلى أن ما يحدث كان انتقال سلمي للسلطة بحيث يحصل المحتجون على ما أرادوا وفي نفس الوقت يبقى تأثير سركسيان في الحكومة، ولا يخسر كل شئ.. وحتى الأن لا يملك زعيم المعارضة باشينيان قوة كافية من المؤيدين تمكنه من رئاسة الحكومة.
ما تأثير أحداث أرمينيا دوليا؟
أهم شئ في العلاقات الخارجية لأرمينيا هي العلاقات مع روسيا، والدعم الروسي ضد تركيا، فبمجرد استقالة سركسيان كتبت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية على فيسبوك منشور تقول فيه "أرمينيا.. إن روسيا معكم دائما" ومدحت أيضا استقالة سركسيان كرضوخ سلمي لمطلب شعبي، وعلى الرغم من أن موسكو عادة ما تنتقد المظاهرات المعارضة في دول الاتحاد السوفيتي السابق فإنها هذه المرة أعلنت إنها لن تتدخل في الشؤون الخاصة بالدول وأنها ستظل داعمة لاختيار الشعب الأرمني.
البعض يعتبر سقوط سركسيان ضربة لبوتين على المدى الطويل فحتى صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن ما حدث كان إسقاط شبيه بوتين من الحكم قائلة إن أرمينيا عطلت خطط بوتين في تكوين تحالف من دول الاتحاد السوفيتي السابق.. ويعرف أن حتى بين الأرمينيين كان يتم السخرية من أي مناورة سياسية من سركسيان باعتبارها "تقليد بوتين".
لا يفوتك