المسلسلات التركية.. باعتراف الحكومة التركية نفسها القوة الناعمة لتركيا في العالم العربي، وكنوع من التأكيد على استخدام هذا السلاح زادت عمليات انتاج المسلسلات التاريخية لتعظيم العثمانيين لكن لا يبدو أن السلاح ناجح بالشكل المطلوب حتى بين أبناء تركيا أنفسهم.

 

بداية الحرب الناعمة بالمسلسلات التاريخية كان بمسلسل القرن العظيم الذي تم تسويقه في العالم العربي تحت اسم "حريم السلطان" .. الحكومة التركية كانت انتقدت المسلسل في المواسم الأولى منه باعتباره لا يقدم صورة حقيقية عن الدولة العثمانية وأنه يقدم الدولة العثمانية في صورة مكان تسيطر عليه النساء وتنتشر فيه الخمر والملاذات.. لكن الحال تغير بعد نجاح المسلسل في العالم العربي وسعت أنقرة للترويج لشكل الدولة العثمانية كدولة محاربة قوية في النصف الثاني من المسلسل.

 

ومن هنا بدأت سياسة استخدام المسلسلات التاريخية لتمجيد الدولة العثمانية في العالم العربي، بدون أي ذكر للواقع التاريخي.. ومع ذلك توالى فشل المشروعات المسلسلات التركية التاريخية الواحدة بعد الأخرى.

 

القرن العظيم

 

 

القرن العظيم في شكله الجديد الذي يدور حول السلطانة "كوسيم" وتم الترويج له في العالم العربي باسم "قسم" وكانت القصة يفترض أن تمتد لمواسم عديدة ولكن المسلسل تلقى ضربات في انخفاض نسب المشاهدة على الرغم من أن بطلة المسلسل في الجزء الأول كانت "بيرين سات" نفسها وكانت حملة تسويق المسلسل كله قائمة عليها.

 

لكن في النهاية خرج المسلسل في أول 7 حلقات بسيناريو مفكك وبطيئ وحتى الجمهور التركي نفسه انصرف عنه لحين ظهور بيرين سات الأول في المسلسل في الحلفة السابعة وبشكل غير منطقي حيث تم استبدال الممثلة التي تقوم بدور كوسيم في مرحلة المراهقة لمرحلة الشباب في مشهد واحد وبتصوير سيئ أثار السخرية والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.. وحتى بيرين سات نفسها تركت المسلسل في الموسم الثاني بعد شعورها بعدم جدواه فنيا.. وانتهى المسلسل نفسه بالموسم الثاني بعد نسب المشاهدة التي لم تصل لمستوى حريم السلطان حتى داخل تركيا.

 

 

كذلك كان التلميح الواضح في عنوان المسلسل الجديد "فاتح بغداد" في نفس توقيت العملية العسكرية التركية على شمال العراق بحجة قتال داعش وبدون إذن الحكومة العراقية، ولكن الهدف كان استهداف المقاتلين الأكراد.

 

عبد الحميد الثاني

 

المسلسل الذي كان الهدف منه الترويج للخلافة العثمانية وأن العالم كله يتأمر على تركيا وكان المسلسل ويصور تركيا ضحية مؤامرات صهيونية .. رسائل المسلسل كانت سياسية بامتياز وجاء توقيت عرضه مع التعديلات الدستورية في تركيا.

 

وحتى قناة الجزيرة القطرية حاولت الترويج للمسلسل باعتباره نجاح عالمي في المشاهدة، ولكن حتى الأتراك أنفسهم لم يكونوا مقبلين عليه وحل في المتوسط بالمركز السادس  في الحلقة الثانية وبحلول الحلقة 26 كان في المركز 12 مما قضى على أمال الترويج له في العالم العربي.

 

قيامة أرطغرل قضى على الفاتح

 

والمثير أيضا أن بطل المسلسل كنان أميرزالي وأنجين ألتان بطل مسلسل قيامة أرطغرل كلاهما كان تحدث قبل شهر واحد عن أهمية المسلسلات التركية التاريخية وأنها أداة مهمة للترويج للبلاد في العالم العربي خاصة أن المسلسلات يفترض أن تظهر بداية الاحتلال العثماني للدول العربية الأمر الذي وصفاه بأنه "اتصال تركيا بالشعوب وليس احتلال".. التصريحات جاءت في أعقاب قرار MBC بوقف المسلسلات التركية وكان وقتها يقولان إن الأمر لن يؤثر على شعبية المسلسلات التركية لأنه سوف يشاهدها الناس على الانترنت.

 

مسلسل محمد الفاتح صاحب الحظ السيئ في معادلة المسلسلات التاريخية التركية.. حيث كانت هناك محاولة سابقة له في 2013 وتوقف بعد الحلقة الخامسة فقط بسبب معدلات المشاهدة المنخفضة كذلك كان الديكور فقير جدا مقارنة بمسلسل "حريم السلطان" الذي كان في قمة شعبيته وقتها.. ووصل الأمر إلى أن بطل المسلسل محمد عاكف الأكورت أصيب بحالة اكتئاب نتيجة فشل المسلسل الذي تربع في المكانة 52 في نسب المشاهدة.