بعد إيقاف التجارب النووية.. هل انتصر ترامب على كوريا الشمالية؟
خطوات جديدة تشجع على التفاؤل في الأزمة الكورية.. تعليق اتفقت عليه أغلب الصحف والتقارير الإعلامية صباح اليوم في تغطيتها لخبر إعلان زعيم كوريا الشمالية إغلاق البرنامج النووي الكوري الشمالي قبيل لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
القرار بحسب وسائل الإعلام الكورية الشمالية جاء بتبرير أن "بيونج يانج لم تعد بحاجة لفتح مواقع التجارب النووية والصاروخية" بينما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرحب بالخطوة قائلا "أخبار عظيمة لكوريا الشمالية والعالم.. تم غحراز تقدم عظيم".. وذلك بعد يومين فقط من تهديد ترامب بأنه سينسحب من اللقاء المنتظر مع كيم جونج أون إذا لم يسفر عن نتائج مرجوة.
ولكن هل انتصرت أمريكا حقا؟
أمريكا تريد شيئا واحدا من كوريا الشمالية وهو إغلاق المفاعلات النووية تماما والتخلي عن أي طموح نووي والتوقف عن إجراء تجارب الصواريخ الباليستية، وكان الرئيس الأمريكي صريحا في إعلانه هذا أكثر من مرة.. بينما على الجانب الكوري، تحذر صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه عندما يتحدث كيم جونج أون عن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية فإنه يقصد "سحب أمريكا قواتها من شبه الجزيرة الكورية بالكامل مقابل عدم إجراء التجارب النووية والصاروخية".
كذلك تجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك اتفاقيات سابقة في بداية الألفية بين بيونج يانج وواشنطن، ففي عهد جورج بوش تم رفع جزء من العقوبات عن بيونج يانج مقابل إغلاق مفاعلات نووية ودخول مفتشين دوليين.. وهو ما تم ولكن في عهد أوباما ومع وصول كيم جونج أون للحكم عاد البرنامج النووي الكوري للعمل من جديد ورصدت الأقمار الصناعية هذا.
ماذا يعني قرار إيقاف البرنامج النووي؟
صحيفة "نيويورك تايمز" كانت نشرت قبل شهر واحد أن بيونج يانج أجرت توسيعات في مواقع مفاعلات نووية ومنشأت تصنيع الوقود للمفاعلات.. لذا ليس من المنطقي أن يتم توسيع المفاعلات وتسريع العمل بها وفي نفس الوقت يتم الحديث عن إيقاف البرنامج النووي، حيث يمكن العودة في هذا القرار وإعادة العمل من جديد في أية لحظة.
إذا بحسب موقع The Verge فإن القرار ليس سوى أداة تفاوض من كوريا الشمالية لترامب، فمن جهة يتم إظهار حسن النية قبل اللقاء ومن جهة أخرى عند التفاوض وجها لوجه مع ترامب سيوضع أمامه خيار إعادة تشغيل البرنامج النووي إذا لم تحصل كوريا الشمالية على ما تريد من الاجتماع.
كذلك القرار حاليا لا يعني التخلي عن الأسلحة النووية لدى بيونج يانج بالفعل، كل ما حدث أنه إيقاف مؤقت وحسب.