التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:27 ص , بتوقيت القاهرة

أسامة حافظ VS عبد الآخر حماد.. صراع الجماعة الإسلامية على السلم الموسيقي

عمر عبد الرحمن  شيخ الجماعة الإسلامية
عمر عبد الرحمن شيخ الجماعة الإسلامية
جدد أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الخلاف حول الموسيقى، ليعيد الأذهان لتلك المعركة التي نشبت بينه وبين الشيخ عبد الآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية، ليمثل الطرفان اختلافا واضحا في موقفهما من الموسيقى.
 
وتجدد هذا الخلاف بين الطرفين، بعد أن نشر أسامة حافظ، رئيس مجلس الشوري، على الصفحة الرسمية لموقع حزب البناء والتنمية، موقفه من الموسيقى، وهو يجدد الحديث عنها أنها ليست حرام، مستندا إلى موقف شيخ الجماعة الإسلامية الراحل عمر عبد الرحمن، الذي دار بينه حديث حول الموسيقى جاء فيه: "كنت أتحدث مع شيخنا الدكتور عمر عبدالرحمن عن أحد إخوننا وكان أبواه مدرسين للموسيقى، فقال لقد درس لي والد هذا الأخ المقامات الموسيقية في المعهد الأزهري وكانت أصول الموسيقى تُدرّس وقتئذ في المعاهد الأزهرية".
أسامة عبد الحافظ
أسامة حافظ
وأضاف " حافظ" أن كلمات شيخه صدمته، لأن كل ما تردد قبل حديثه حول الموسيقى كان يضعه فى خانة شديدة السوء، وهو يقول: "ما تصورت يوما أن ثمة علاقة بين تلاوة القرآن والمقامات الشيطانية الموسيقية"، وأضاف "حافظ": "ومع تنوع قراءاتي رأيت كيف جنى تسمية علم المقامات الصوتية بالمقامات الموسيقية على الفتوى في هذا الموضوع وتسبب في مضاعفة الحرج على المقرئين".
 
واستكمل: "القصة من أولها أن علم المقامات هو علم يبحث في ترتيب الأصوات المختلفة ومسافاتها بطريقة مؤتلفة مناسبة تنتج ألحانا مؤثرة، ولأن العلم ارتبط اختلاقا وتعلما واستعمالا أكثر ما ارتبط بالموسيقى فسموه المقامات الموسيقية، وإن كان صالحا أيضا في الأصوات البشرية في الأناشيد والتواشيح والآذان وتلاوة القرآن وغيرها".
 
ودافع "حافظ" عن المقامات الموسيقية فى القرآن وهو يؤكد أنها عمل محايد، يستعمل فى الخير والشر وليس ثمة مجال لذمه، إلا أنه يرتبط باستعمال محرم، ولكن ارتباط تسميته بشيطان اللهو والفجور، الموسيقى، أفزع كثيرا من فقهائنا حتى قال قائلهم إن استعمال هذه المقامات إذا كان عفو الخاطر دون تعمُد فلا حرج فيه، أما إن تعمد ان يوافق هذه المقامات او يسير عليها فهذا مُحرّم – هكذا محرّم – وكان جناية الأمر في تعلمه
 
وأكد رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن الحديث عن التغني بالقرآن في حديث مسلم وتزيين تلاوة القرآن بأصواتنا في حديث أبي داوود والنسائي وتحبير تلاوة القرآن في حديث أبي موسى الأشعري والتحبير من الثوب الجيد الذي فيه خطوط مختلفة الألوان– والحديث المتفق عليه ( مزمارا من مزامير آل داوود ) كلها تشير إلى مشروعية تجميل الأداء وتجميل الأداء لا يكون بدون المقامات ونظامها من الأداء وضابط المشروعية، لذلك أن يلتزم بأحكام تلاوة القرآن ولا يخرج عن نظمه.
وأضاف "حافظ"  التحريم أمر يحتاج إلى نصوص أكثر صراحة وأكثر مباشرة في هذا فأباحها قومٌ وحظرها أخرون واختار الشافعي التفصيل أنها ان كانت بألحان لا تغيّر الحروف عن نظمها جاز وان غيرت الحروف الى الزيادة فيها لم تجز
عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية
عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية
على النقيض من ذلك، وقف الشيخ عبد الآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية ، موقفها رافضا لأسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وهو يجرم الموسيقى، ويرفض أن ترافق الأناشيد الدينية، وهو ما يصب أيضا فى رفضه لفكرة المقامات الموسيقية فى القرآن، حيث حرم "حماد" الموسيقى، والآغانى المصحوبة بالآلات والمعازف، وهو يؤكد: " اتفق الأئمة الأربعة على حرمة الغناء المصحوب بالآلات الموسيقية ، إلا ما استثنى كالضرب بالدف فى الأفراح والعيدين، وما عدا ذلك فهو غير جائز ، وما دام الغناء المصحوب بالمعازف محرمًا فإنه يحرم الاستماع إليه".
 
ولخصت فتوى سابقة لمفتى الجماعة الإسلامية موقفه من الموسيقى  ردا على سؤال، بعض الشباب والشابات يقولون بجواز سماع الأناشيد بآلات موسيقية بحجة أن بعض المشايخ أو الدعاة فى التلفاز يبيحون هذا، فما قول فضيلتكم؟ وهل يدخل هذا النوع من الأناشيد فى الموسيقى؟، فأجاب مفتى الجماعة الإسلامية:" دلت النصوص الشرعية على حرمة الغناء المصحوب بالمعازف وآلات اللهو إلا ما استثنى من استعمال الدف فى الأعراس والعيدين ونحو ذلك، وعلى ذلك أجمع الأئمة الأربعة"
 
وأضاف "حماد" في فتواه: "ليس هناك دليل شرعى على أنه يجوز إنشاد الأناشيد الدينية مصحوبة بالمعازف، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح البخارى وغيره : ( ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) والمعازف اسم عام لكل آلات اللهو والطرب، والحديث صحيح".