صحفي وكاتب شهير، استطاع برفقة شقيقه، تأسيس أكبر الصحف المصرية "أخبار اليوم"، ليسطروا أسماءهم في تاريخ صاحبة الجلالة حتى الآن، إنه مصطفي أمين، الذي نشأ في كنف أم تعد ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياته هو وشقيقه علي أمين، حيث نشئا وترعرعا في بيت زعيم الأمة، وفي ذكرى وفاة مصطفي أمين، نستعرض خلال السطور التالية كيف فكر الرجل في تكريم الأم والإحتفال بعيدها الثانوي؟.
تاريخ الصحافة
كانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين وشقيقه، لذلك قرر الثنائي العمل بها مبكرًا، حيث قدما معًا مجلة "الحقوق" في سن الثماني سنوات، والتي اختصت بنشر أخبار البيت، تلا ذلك إصدارهما مجلة "التلميذ" عام 1928، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها، فتم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة "الأقلام" والتي لم تكن أوفر حظًا من سابقتها حيث تم إغلاقها أيضًا.
مع حلول عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة "روز اليوسف"، حيث أسس أول باب ثابت بعنوان "لا يا شيخ" بالمجلة نفسها، وبعدها بعام تم تعينه نائبًا لرئيس تحريرها وهو ما يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، لكنه استطاع تحقيق الكثير من التألق في عالم الصحافة، لينتقل للعمل بمجلة "أخر ساعة" والتي أسسها محمد التابعي، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم.
لم تتوقف خطوات مصطفي أمين وشقيقه عند هذا الحد، حيث أصدرا الثنائي عددا من المجلات والصحف منها "مجلة الربيع، وصدى الشرق، وغيرها من المجلات الأخرى، والتي أوقفتها الحكومة نظرًا للانتقادات التي توجهها.
أخبار اليوم
شهد عام 1944 مولد جريدة "أخبار اليوم" بواسطة كل من مصطفى وعلي أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة "الاثنين" حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم"، وبدأ "مصطفى" في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من "أخبار اليوم"، وقد حققت الصحيفة انتشاراً هائلاً، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة "أخر ساعة" عام 1946 من محمد التابعي.
فكرة عيد الأم
الصحافة لم تكن الإبداع الوحيد لمصطفي أمين، ففي عام 1943 ابتكر الرجل فكرة عيد الأم فى كتابه "أمريكا الضاحكة"، والذي يتم الإحتفال به سنويًا تقديرا للدور الكبير للأم في الحياة، لكن الفكرة لم تظهر للعلن إلا بعد عشر سنوات تقريبًا، وتعود سبب الفكرة حينما ذهبت سيدة إلى مصطفى أمين، فى مكتبه بصحيفة "أخبار اليوم"، و قصت له عن كفاحها فى تربية أولادها بعد وفاة زوجها، حيث قررت السيدة عدم الزواج، وتكريس حياتها لتربية أولادها فقط، حتى أصبح الابن الأكبر طبيبًا، لكن الشاب بعد زواجه ترك منزل الأم ولم يقدم لها حتى كلمة شكرًا.