بعد العراق.. هل تنضم سوريا إلى ضحايا الكيماوي؟
حالة من الترقب تسود العالم، عقب تصريحات الرئيس الأمريكي المتتالية بضرب سوريا، بعد استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيميائية ضد معارضيها، ما نتج عنها كوارث عديدة، على الجانب الآخر تحذر روسيا من أي تحرك عسكري أمريكي ضد قوات بشار الأسد، الذي يعد الحليف الأساسي للروس في المنطقة، بحجة أن قواتها هناك ستتأذي من ذلك، ما يدفعها إلى رد سريع على أذى جنودها.
دعم الروس لقوات بشار ونظامه، لم يكن الوحيد في المنطقة، حيث عرض التليفزيون الرسمي الإيراني لقطات لزيارة يقوم بها مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لسوريا، الذي قال إن بلاده تدعم دمشق ضد أي عدوان خارجي.
في الوقت نفسه، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن القوات السورية أفرغت المطارات الرئيسية والقواعد العسكرية، تحسبًا لضربات أمريكية، كما أعلن الجيش الروسي أنه يراقب الوضع في سوريا عن كثب، وأنه رصد تحركات للبحرية الأمريكية في الخليج، ما كشف مدى عدم خوف الجانب الأمريكي من الروس في سوريا.
وبالتزامن مع ذلك أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة له على موقع التغريدات الصغيرة "تويتر": "أعلنت روسيا أنها ستسقط جميع الصواريخ التي ستطلق على سوريا. روسيا، استعدي! الآن هذه الصواريخ آتية جيدة وجديدة و"ذكية"! يجب أن لا تكونوا شركاء الحيوان الذي يقتل بالغاز والذي يقتل شعبه بسرور".
المثير أن الوضع الراهن في سوريا يعيد للأذهان مزاعم أمريكا السابقة في ضرب العراق وقت حكم الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش، أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، ما يشكل خطرًا كبيرًا على حلفاء الأمريكان في الخليج والشرق الأوسط.
وأمام هذه المزاعم أعلنت الولايات المتحدة الأمريكة وحلفائها بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالة الأخري، الحرب على صدام حسين، بجحة تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين للإرهاب وتحرير الشعب العراقي، وبالرغم من نجاحها في دخول العراق وإسقاط صدام وإعدامه، إلا أنها كانت سببًا كبيرًا في تحويل العراق إلى صراعات وبؤرة جديدة للإرهاب، خاصة بعد انسحابها في 15 ديسمبر 2011م.
وأمام هذه الأجواء الملتهبة، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنضم سوريا إلى ضحايا الكيماوي بعد العراق؟.