دقت عقارب الساعة السادسة صباحًا، السكان مُستغرقون في النوم، هدوء الشارع يخيم على الجو العام، وخلال ثوانٍ معدود، يشعر أهالي المنطقة بزلزال، ومعه يبدأ التساؤل سريعًا ماذا يحدث؟!، التجسيد السابق كان مشهد مختصر لما شهده شارع الوحدة بمنطقة إمبابة، صباح أمس الثلاثاء، بعد انهيار عقار مكون من 7 طوابق، ما تسبب في انهيار منزل مجاور، وتلف آخر.

الخسائر لم تقتصر فقط على ذلك، حيث أصيب 4 أشخاص بإصابات مختلفة، وتم نقلهم إلى مستشفيات إمبابة والعجوزة لتلقي العلاج اللازم، لكن خسائر سكان آخرين لم يلففت أحد إليها، فبعد تصدع العمارة ذو الـ 7 طوابق، تحطمت سيارتين ملاكي بالكامل، وينتظر في الوقت الحالي أصحابها التعويض المناسب من الجهات المسؤولة.

نجاة أطفال المدارس

"الحمد لله الأطفال كانت لسة منزلتشي تروح المدارس"، كلمات بدأت بها ولاء أحمد، إحدى سكان المنطقة، حديثها معنا، مشيرة إلى أن الأطفال الصغار يبدأون في النزول للشارع في الساعة السابعة صباحًا، لكن القدر شاء أن تسقط العمارة قبل ساعة واحدة من نزول الأطفال، ليمنع وقوع كارثة كبرى في المنطقة، فهناك العشرات من الأطفال الذين يسلكون هذا الطريق للوصول إلى مدارسهم يوميًا.

تأخر الباعة الجائلين

وأوضح الحاج أحمد السيد، أحد سكان المنطقة، أن المنزل التالف إثر انهيار العقار تحطم جزءا منه من الجهة الخلفية، ولحسن الحظ كانت الغرف الخلفية يقطن بها شباب صغار وأخرى كانت خالية، ما منع وقوع أية وفيات.

وتابع: "لحسن الحظ أيضًا، أن الوقت الذي تصدعت في العمارة كان باكرًا، فبسبب خلو العمارة من السكان، يجلس الباعة الجائلين أمامها يوميًا، لممارسة عملية البيع، وفي والوقت الذي انهارت فيه العمارة، لم يكن الباعة قد وصلوا للمنطقة بعد".

فساد المحليات

انهيار العقار وتسبب تلفيات للسكان المجاورين، دفع النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب عن دائرة إمبابة، إلى فتح النار على مسؤولي الحي هناك، حيث اعتبرت  انهيار أحد العقارات "الآيلة للسقوط" بإمبابة كارثة حقيقية، وحلقة من فساد المحليات، مشيرة إلى أن تلك الحادثة تؤكد استمرار الكوارث في حالة عدم تغليظ العقوبة على الأحياء التي لا تنفذ قرارات الإزالة للحفاظ على حياة المواطنين.

النائبة أوضحت، أن صاحبة العقار قالت إنها لم تحصل على تصريح الإزالة، في حين أن الحي يقول أنها تقاعست عن عمل الإزالة، لتتضارب التصريحات، ويبقى الضحية الأولى السكان المجاورين.

وأشارت "نشوى"، إلى أن ووزارة التضامن باشرت دورها في إعطاء بعض المتضريين تعويضات، حيث من المفترض أن يحصل أصحاب المنازل المنهارة والمتضرريين على 5000 جنيه، فيما تباشر النيابة التحقيق في الواقعة.