حالة فنية لم تتكرر، عكستها رحلته مع الغناء الوطني، الذى بات يعرف به ليحمل لقب" فنان المناسبات الوطنية"، هكذا حجز الفنان محمد ثروت مقعدا مميزا له، ليحتل مساحة مميزة في قلوب جمهوره، على الرغم من عدم سلامته من النقد الذي حمله عبء سجن صوته فى تلك المساحة، رغم امتلاكه ملكة صوتية اتهم بأنها لم يسعى إلى تطويرها، فسجنت ذاتها فى إطار الغناء للمناسبات الوطنية.

وعلى الرغم من هذا الانتقاد، إلا أن محمد ثروت لم ينفِ عن نفسه أنه مطرب الأغانى الوطنية، رغم التنويعات التي قادها فى مشواره الفنى، وهو يحاول الخروج من  هذا الإطار، إلا أنه سرعان ما يعود إليه مجددا، ليحمل إخلاصا وطنيا تجاوز به عددا كبيرا من الفنانين.

 

بداية الفنان محمد ثروت الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، رافقت التعرف على الموسيقار محمد سلطان، حيث يرجع الفضل له فى اكتشافه وتقديمه للغناء، ليبرع فى عدد من الأغانى الوطنية والدينية والعاطفية، إلى جانب عدد كبير من كبار الملحنين، بينهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي لحن له أغنية يا"حياتي"، إلى جانب كل من محمد الموجي ومحمد سلطان وحلمي بكر وعمار الشريعي، وكانت أولى أغانيه "حالة حب" ثم أغنية "عاشقين"، وهي من تأليف الشاعر محمد حمزة.

 

 

لا يمكن أن ننسى أغانيه التي ألهبت حماس جمهوره، بأغنيته الشهيرة «بلدي يا بلدي»، و«مصريتنا وطنيتنا حماها الله»،"مصر يا أول نور في الدنيا" ولم ينطلق "ثروت" بعيدا عن هذا الخط الذي اختاره القدر له، وصمم هو أيضا على عدم الابتعاد عنه.

 

 

وفى بداية التسعينات بدأت رحلة الفنان محمد ثروت المكثفة مع الغناء الوطني، وهو يرتدي البذلة العسكرية، ويغني" مصريتنا وطنيتنا حماها الله"، التي ساهمت فى شهرته بشكل كبير.

 

أسهم صوت محمد ثروت فى الانضمام إلى فرقة الموسيقى العربية، وتغنى في حفلاتها بأغاني التراث، خاصة أغاني االفنان محمد عبد الوهاب والفنان عبد الحليم حافظ، والفنان فريد الأطرش، إلى جانب إحيائه للعديد من الحفلات في المناسبات الدينية بمصاحبة فرقة الأنشاد الدينى التابعة لدار الأوبراالمصرية، كما أحيا العديد من المناسبات الوطنية.

 

لم يقتصر غناء "ثروت" على الأغانى الوطنية، لكنه امتد إلى أغاني الآطفال، وسجلها بصوته، وكانت أشهر أغانية "رشا" إلى جانب عدد من الألبومات المتنوعة بلغ رصيدها خمسة، و هي " في ورق الشجر- حكتب جواب- مصريتنا- صلوا عليه لتسعدوا- أغاني الأطفال".

 

 

لم تقتصر رحلة "ثروت" على الغناء الوطنى فقط، لكنه برع أيضا فى التمثيل بعدد محدود من الأدوار فى الدراما المصرية، بلغ رصيدها 4 مسلسلات، هي الطاووس 1991، الكهف والوهم والحب 1989، الغفران 1989، هي وغيرها 1988، وبالنسبة للأعمال المسريحية شارك في ثلاث مسرحيات هي "عجايب، وأوبريت البروكة".