التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:36 ص , بتوقيت القاهرة

تاريخ آخر لمصر..كتاب جديد لمحمد عفيفي..كيف يستخدم المؤرخ السينما والأدب؟

المؤرخ المصري محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة
المؤرخ المصري محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة

يستعد المؤرخ المصري الدكتور محمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، لنشر كتاب جديد بعنوان "تاريخ آخر لمصر" يستخدم فيه عفيفي السينما والأدب لكتابة تاريخ آخر لمصر.

غلاف كتاب عفيفي شبرا إسكندرية صغيرة في القاهرة
غلاف كتاب عفيفي شبرا إسكندرية صغيرة في القاهرة

 

يقول عفيفي لدوت مصر، إنه سلم مخطوط الكتاب للناشر عاطف عبيد صاحب دار نشر "بتانة" منذ أسابيع، ويحوي الكتاب أجزاء ومقالات عديدة تتناول موضوعات السينما والتاريخ والأدب والفولكلور وغيرها من الموضوعات التي صاغها بأسلوب جديد، إذ أن بعض هذه المقالات نشرها في دوريات ثقافية، وبعضها جديد تماما، لكنها الآن سوف تتخذ نسقا جديدا في الكتاب.

ويضيف الأستاذ محمد عفيفي أستاذ التاريخ لدوت مصر: فكرة الكتاب تدور عن كيف يمكن للمؤرخ أن يستخدم السينما والأدب، في عمله التأريخي، فالكتاب به مقالتين عن الموسيقى والتاريخ، وكذلك عن التاريخ والفولكلور، ومداخل جديدة لتاريخ مصر في القرنين 19 و20.

ويتناول محمد عفيفي في الكتاب استخدام الأمثلة الشعبية، وكيف مثلت تاريخ مصر، أما الأدب والتاريخ، فالكتاب يحوي مقالة عن الثلاثية، كمصدر لتاريخ مصر بين الحربين العالميتين.

المؤرخ محمد عفيفي أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة
المؤرخ محمد عفيفي أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة

 

ويضيف عفيفي لدوت مصر: هناك مقالة ثانية في هذا الجزء من الكتاب عن رواية محفوظ "أمام العرش" وهي الرواية التي مثلت تاريخا غير رسمي لمصر، ونجيب محفوظ كان حذر في التعبير عن آرائه السياسية، لكنه في هذا الكتاب كان يناقش تاريخ مصر مناقشة موضوعية، وأرى أن هذه الرواية إذا تم إقرار دراستها، فستكون أهم من كتب التاريخ التي يدرسها الطلاب في المدارس.

ولفت عفيفي أن الجزء الثالث من كتابه "الأدب والتاريخ" يحوي مقالا عن شبرا في الأدب المصري، وهناك جزء عن كيفية دراسة الفكر المصري، والأبعاد السياسية والاجتماعية لأزمة كتاب الشعر الجاهلي عام 1926. يضيف عفيفي: أزمة كتاب الشعر الجاهلي لم تندلع من فراغ، بل وقف ورائها ظروف اجتماعية وسياسية أدت إلى اندلاعها، وهنا في هذا الجزء من الكتاب أضع دراسة عن هذه الأوضاع التي فجرت أزمة الكتاب.

يتعامل محمد عفيفي في كتابه أيضا مع الهوية المتوسطية لمصر، وكيف نظر المفكرون إليها من خلاله هذه الهوية، كما يخصص جزءا من كتابه عن الأفلام السينمائية، يقول صاحب كتاب "شبرا إسكندرية صغيرة في القاهرة" لدوت مصر: أكتب في الكتاب عن كيف يمكن للمؤرخ أن يستخدم الفيلم ويتعامل معه، كما يتعامل مع الوثيقة، وهناك جزء أحلل فيه يوسف شاهين، ليس تحليلا سينمائيا، إنما تحليل لشاهين من منطلق أنه ابن ثقافة البحر المتوسط والإسكندرية، كيف مثلا أن يوسف شاهين هو المخرج الوحيد الذي تحوي أفلامه عدة لغات.

يسمي محمد عفيفي هذا التحليل بالتحليل الاجتماعي، ليوسف شاهين، الذي يُعتبر مدخل للتاريخ الاجتماعي للسينما، يقول عفيفي: نحن لا نفهم أفلام يوسف شاهين، إلا إذا فهمنا الخلفية الاجتماعية له.

صدر للدكتور محمد عفيفي كتاب "شبرا إسكندرية صغيرة في القاهرة" عن هيئة الكتاب العام الماضي، والأوقاف في العصر العثماني، وتاريخ الأقباط، وله كتاب بعنوان التاريخ والموسيقى، وفي كتابه "شبرا إسكندرية صغيرة في القاهرة، استعاد محمد عفيفي تاريخ حي شبرا العريق، والتحولات التي طرأت عليه، التي ماثلت التحولات الجمة التي طرأت على مصر، ممثلة في هذه المساحة الصغيرة من أحد أحياء القاهرة، التي نمت من موضع غمره الماء في العصر الفاطمي، كان يُطلق عليه "جزيرة الفيل" التي تكونت حسب الأساطير من غرق مركب كانت تسمى "الفيل" ونتيجة تحولات في النيل والمد والجزر، تركزت الرمال والطمي حول المركب، وتكونت جزيرة، سرعان ما توسعت مع تغيرات خاصة بمجرى النيل، حتى أصبحت أراضي هذه الجزيرة شديدة الخصوبة، ومع طرح البحر، اتصلت ببولاق.