قبل لقاء محمد بن سلمان مع ترامب.. "النووي" السعودي يضغط على طهران
يعد التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، و فيما يتعلق بخطط الرياض لاقتحام عالم الطاقة النووية، هو أحد الملفات التي تتصدر أجندة ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن، ولقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الحديث عن التعاون الأمريكي السعودي حول الملف النووي ليس بالجديد، ولكن يعود إلى عدة شهور سابقة، حيث سبق وأن ذكرت وكالة رويترز الأمريكية، في تقرير لها في ديسمبر الماضي، أن هناك اتصالات بين مسؤولين سعوديين ونظرائهم الأمريكيين سبقت الزيارات التي قام بها وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري إلى المملكة العربية السعودية، لبحث آفاق التعاون بين البلدين فيما يتعلق بالتعاون بين البلدين في المجال النووي.
قلق دولي
يبدو أن المسعى السعودي للحصول على الطاقة النووية يتوافق مع التحركات التي اتخذتها المملكة في الآونة الأخيرة من أجل تنويع مصادر الطاقة في المملكة، في المرحلة الراهنة، في ضوء التداعيات الاقتصادية السلبية التي تركها انهيار أسعار النفط في المملكة منذ عام 2014، وذلك في إطار خطوات متوازية اتخذتها الحكومة السعودية في الآونة الأخيرة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية.
يقول المحلل الاقتصادي مايك جونسون، في مقال منشور بمجلة "فوربس"، أن التحرك السعودي يبدو متوافقا مع خطواتها الأخرى التي تهدف في مجملها إلى تحقيق الاصلاح الاقتصادي، إلا أن هناك قلقا جراء احتمالات وصول المملكة إلى القدرة على تخصيب اليورانيوم في المرحلة المقبلة، في ظل الصراع المحتدم بينها وبين طهران، والذي قد يتحول مع نجاح السعودية في الوصول إلى القنبلة النووية إلى صراع نووي يزيد من حدة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة.
التوازن المفقود
كانت المخاوف من جراء احتمالات وصول المملكة العربية السعودية إلى القنبلة النووية مهيمنا على العديد من الصحف الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، في ضوء المخاوف الكبيرة التي تحملها الرياض من جراء التهديدات التي تفرضها عليها طهران، نتيحة الدعم الذي تقدمه الدولة الفارسية للميليشيات الحوثية، وبالتالي فيمكن أن يكون السلاح النووي هو بمثابة وسيلة مهمة لتحقيق التوازن في ضوء الشكوك التي تحوم حول امتلاك إيران للسلاح النووي
ولعل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، حول امكانية امتلاك السعودية للسلاح النووي، إذا ما أقدمت إيران على اتخاذ هذه الخطوة، قد أثارت الكثير من الجدل خاصة وأنها حملت رسائل عدة سواء لحكومة إيران، أو للجانب الأمريكي، مفادها ان المملكة لن تلعب دور المتفرج في التعامل مع التهديدات الإيرانية.
صيغة "الهند- باكستان"
يقول الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد إنه يبقى مستبعدا أن تقدم السعودية على بناء سلاحها النووي دون موافقة القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، خاصة وأن هذه الدول لا يمكنها أن تنكر أن إيران تستهدف السعودية، وبالتالي فيمكن الوصول إلى صيغة تحقق التوازن النووي على غرار "الهند – باكستان".
واستطرد الكاتب السعودي، في مقال منشور له بصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الملف النووي السعودي سيكون على أجندة الأمير محمد بن سلمان خلال مباحثاته مع واشنطن، موضحا أن تلك المباحثات لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل وجود قطاع كبير من المشككين في النوايا السعودية داخل دوائر السياسة الغربية.