في ذكرى تأسيسه.. كيف تحول مطار القاهرة الدولي من حربي إلى مدني؟
55 عامًا مرت على انشاء مينا القاهرة الدولي، أو كما هو معروف باسم مطار القاهرة الدولي، ذلك المكان الذي صُمم على مساحة، 40 مليون متر مربع، حيث يبعد عن العاصمة بمسافة 22 كيلومترًا في الاتجاه الشمالي الشرقي، ما يجلعه البوابة الجوية لمصر والقارة الأفريقية.
المطار يعد ثاني أكبر مطار في القارة السمراء من حيث الازدحام وكثافة المسافرين، إذ خدم المطار عام 2008 أكثر من 14 مليون راكبًا وأكثر من 138 ألف رحلة جوية، ويستخدم المطار أكثر من 60 شركة طيران من مختلف دول العالم، وعشرة شركات للشحن الجوي، بالإضافة لرحلات الطيران العارض.
يشغل المطار شركة ميناء القاهرة الجوي بالإضافة لشركة فرابورت الألمانية، والتي فازت بعقد لإدارة المطار لمدة ثماني سنوات، واختار اتحاد شركات الطيران الأفريقية مطار القاهرة كأفضل مطارات أفريقيا لعام 2006، وذلك من خلال استقصاء أجراه الاتحاد عن تطوير المطارات الأفريقية من حيث الأداء والبنية التحتية والتحديث المستمر، وفي ذكرى انشائه نستعرض خلال السطور التالية كيف تحول المطار من حربي إلى مدني.
تاريخ الإنشاء
يرجع تاريخ إنشاء مطار القاهرة الدولي إلى عام 1942، عندما شيدت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع الجيش البريطاني مطارًا عسكريًا على بعد 5 كيلو متر شمال مطار ألماظة، وذلك لخدمة قوات التحالف المشاركة في الحرب العالمية الثانية، وسمي المطار باسم "مطار باين فيلد" نسبة إلى اسم الجندي الطيار الأمريكي "جون باين" الذي كان أول طيار أمريكي قتل في معارك الحرب العالمية الثانية، وكان المطار كبيرًا جدًا إذا ما قورن بالمقاييس التي كانت سائدة في المطارات في ذلك الوقت، إذ أنه كان يضم مدرجين للطائرات، وبرج للمراقبة الجوية وأربعة حظائر للطائرات، والعديد من المباني.
في 22 إبريل عام 1945 تم إنشاء مصلحة الطيران المدني المصرية، بعد أن كانت إدارة صغيرة بوزارة الحربية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتقلت المطار وكافة المطارات المصرية التي كانت تحت الإدارة البريطانية ومنشآت الطيران ومسؤولياته إلى الجانب المصري، ومن ثم بدأت المصلحة الجديدة في تجهيز مطار مدني دولي يستوعب أكبر عدد من الحركة.
في هذا التوقيت تم توسعة صالتي السفر والوصول لاستيعاب حركة الركاب القادمة والمغادرة للأراضي المصرية، فيما خصص مطار ألماظة للرحلات الداخلية، وفي عام 1946 تم تغيير اسم المطار من مطار باين فيلد، إلى مطار فاروق الأول، وبلغ عدد الركاب المسافرين خلال المطار في هذا العام ما يقارب 200 ألف راكب.
تغير اسم المطار
مع اندلاع ثورة 23 يوليو عام 1953 ونجاحها، تم تغيير اسم المطار من "مطار فاروق الأول" إلى "ميناء القاهرة الجوي"، وفي عام 1955 أجريت بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلاً من المبنى القديم، لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين، وبدأت أعمال البناء عام 1957 وقد افتتح المبنى رسميًا في 18 مارس 1963، وبلغت القدرة الاستيعابية لمطار القاهرة في ذلك الوقت 5 ملايين مسافر سنويًا.
توسيع المبني
جميع الأبنية تحتاج إلى توسيعات بعد انشائها، أمر واقع تمر به مؤسسات كبرى، وهو بالفعا ما حدث لمطار القاهرة، حيث أدت زيادة حركة السفر من خلال مطار القاهرة ووصوله إلى أقصى قدرة استيعابية إلى التفكير في توسعة المطار وإنشاء صالات جديدة بمبنى (1) وإنشاء مبنى جديد للركاب، وتم بين عامي 1977 و1979 إنشاء صالتي سفر ووصول رقم (2) بمبنى الركاب الأساسي، وتم إنشاء مدرج ثالث جديد للطائرات، وفي عام 1980 تم إنشاء صالة الركاب رقم3، وفي عام 1986 تم افتتاح مبنى الركاب رقم (2) والذي يقع في الاتجاه الجنوبي من مبنى (1)، وبلغت القدرة الاستيعابية للمبنى الجديد حوالي 3.5 مليون مسافر سنوياً.
أتبع ذلك عمليات توسعة وتطوير لصالات الركاب مما زاد من القدرة الاستيعابية للمطار إلى 11 مليون راكب سنوياً. وفي عام2005 بدأ العمل على إنشاء مبنى الركاب رقم (3) بجوار مبنى الركاب رقم (2)، وذلك لوصول المطار إلى أقصى قدرته الشتغيلية، وتبلغ القدرة الاستيعابية للمبنى الجديد 11 مليون مسافر سنوياً، وتم افتتاح المبنى رسميًا في 18 ديسمبر 2008، وتم تشغيله فعلياً في 27 أبريل 2009، وبذك تصل القدرة الاستيعابية لمطار القاهرة الدولي عام 2010 إلى 23 مليون مسافر سنوياً.