التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 12:00 ص , بتوقيت القاهرة

6 أكاذيب عن الانتخابات الرئاسية بالخارج

كما توقعنا وأكدنا في مقال سابق أن الإقبال الكثيف على التصويت في الانتخابات الرئاسية بالخارج سيربك خطط تغطية إعلام الشر، وكل المتربصين بمصر، والمضمرين لها سوءًا.. فقد أعادوا توجيه سهامهم للنيل من النظام، واتهام المصريين في الخارج بكل نقيصة.
 
إعلاميو قناة الجزيرة وأخواتها، والإرهابيون الذين هربوا من مصر، وفشلوا في إيجاد فرصة عمل، فاستُئْجِروا للجلوس أمام الكاميرات لتوجيه الاتهامات والشتائم والبذاءات مقابل حفنة من الدولارات.. هؤلاء خرجوا علينا على الهواء ليشككوا في حقيقة المشاهد التي تناقلها وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية، وجميعها أكدت الإقبال الكثيف على لجان الاقتراع في الخارج، لدرجة أن سفيرنا في الكويت لجأ إلى تقسيم التصويت على فترتين؛ لتخفيف حدة الزحام، والتسهيل على الناخبين.
 
هؤلاء- بعد فشل دعواتهم وحشدهم لمقاطعة المصريين الانتخابات، بدعوى أن نتيجتها محسومة مشبقًا- أصيبوا بسعار شديد، وجن جنونهم، وراحوا يبحثون عن أي شيء يبررون به مشاهد الطوابير الطويلة أمام اللجان، فراحوا يقارنون بين مشاهد الانتخابات الرئاسية في 2014، ومشاهد الإقبال الكثيف الحالية.
 
وحفاظًا على ماء الوجه، وعدم تكذيبهم للواقع الذي شاهدوه بأم عيونهم، قالوا إن الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية الحالية أقل من مثيلاتها في الانتخابات السابقة التي فاز فيها السيسي باكتساح.. «أي حاجة في رغيف»!
 
ولم يكتفِ هؤلاء بذلك، بل راحوا يرجون الأكاذيب، ويطلقون الشائعات حول مشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية.
 
أغرب كذبة سمعتها بأذني من بعض الإعلاميين «المتنورين» المطلعين على دقائق الأمور، والذين يدعون معرفتهم بالفرق بين «بيضة الفرخة وبيضة الديك»، هي تفسيرهم للإقبال الكثيف بأن «النظام استأجر بعض المصريين التابعين له، وسهل لهم السفر على حساب الدولة، ليدلوا بأصواتهم في الخارج، وليرقصوا أمام اللجان! 
 
هل رأيتم غباءً أكثر من ذلك؟ فأي عقل يصدق أن أي دولة- مهما كانت درجة ثرائها- تتحمل تكلفة سفر وإقامة أكثر من مليون شخص في فنادق عواصم دول العالم لمدة أسبوع ليلتقطوا صورة وهم يرقصون ويطلبون وينشدون الأغاني الوطنية؟ ثم إذا كان نقل الحجاج الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف يستغرق نحو أسبوعين، فما بالنا بنقل هذا العدد للمشاركة في «مسرحية محسومة» كما يدعون؟!
 
وادعى إعلاميو «فتح المندل» أن سر الإقبال على انتخابات الخارج هو «عدم وعي» المصريين هناك، وأنهم ذهبوا للإدلاء بأصواتهم ليس حبًا في السيسي، بل حبًا في القوات المسلحة المصرية، وتقديرًا لتضحيات أبنائها..!
 
وقطعًا لن أمنعك من الضحك، وضرب كف بكف، واستحضار مشهد «الخواجة بيچو» وهو يقول: «يا مثبت العقل في النافوخ بتاع الأنا».. إذا كيف كانوا يهاجمون السيسي ابن المؤسسة العسكرية، ويهاجمون الجيش ويلصقون به وبأبطاله كل نقيصة، وهاهم- الآن- يشيدون به؟!
 
وادعى الإعلاميون «المطلعون»- لامؤاخذة- على «خفايا الأمور» أن السفارات المصرية في الدول العربية والأجنبية أخذت من المصريين «جوازات سفرهم» وأوراقهم الثبوتية قبل الانتخابات بيومين، ووعدتهم بتسليمهم إياها بعد تصويتهم في الانتخابات لصالح السيسي..!
 
يا مثبت العقل والدين! مَنْ يُصدق هذه الكذبة التي فاقت الخيال؟ هل رأيتم أحدًا أُخِذتْ منه أوراقه عنوة، وأُجبِرَ على المشاركة في الانتخابات، ثم رأيناه يصطحب أولاده ويرقصون فرحًا أمام اللجان، وينشدون الأغاني الوطنية، في مشهد أبهر العالم؟ وهل رأيتم أحدًا حدث له ذلك دون أن نجد مصريًا واحدًا يكتب على صفحته بـ«فيسبوك» أو «تويتر» ويفضح السفارة المصرية أمام العالم إن كانت- حقًا- فعلت ذلك؟!
 
ادعى إعلاميو التشويه والتضليل كذلك أن هناك «نية مبيتة» لتزوير نسبة الإقبال والمشاركة في انتخابات الخارج بزعم عدم إحراج السيسي، مستشهدين بعدم وجود أرقام حقيقية رسمية عن أعداد المصريين في الخارج.. كما ادعوا أن عدد المصريين المغتربين لا يقل عددهم عن 12 مليون نسمة.
 
لكن شهد شاهد من أهلها، ونقل موقع «مصر العربية» عن جريدة «الشرق الأوسط» الرسمية أن عدد المصريين في الخارج يقدر بـ9 ملايين و470 ألفا و674 نسمة، بحسب تعداد 2017. منهم 65% في المنطقة العربية بنحو 6.2 مليون نسمة، و13.2% في أوروبا بـ 1.2 مليون نسمة، و16.7% في الأمريكتين بـ1.6 مليون نسمة، و3.7% في الدول الآسيوية وأستراليا، و0.5% في أفريقيا.. فكيف يكون التزوير إذا كانت الأرقام الرسمية أقل بنحو ثلاثة ملايين شخص من الأرقام التي أعلنها إعلام الفتنة؟!
 
أيضًا، ادعى هؤلاء أيضا أن الكنائس وكبار رجال الأعمال المقيمين في الخارج يستأجرون أتوبيسات وسيارات ويذهبون إلى المصريين في محال إقامتهم، ويجبرونهم على الذهاب معهم للإدلاء بأصواتهم..!
 
هنا نتساءل: هل الدولة هي التي تسفر أتباعها إلى الخارج وتستأجر لهم الأتوبيسات، كما قال بعضكم، أم أن الكنائس ورجال الأعمال هم مَنْ يفعلون ذلك، كما قال بعضكم الآخر؟ ثم لنفترض أنهم يفعلون ذلك، فلماذا لم يتحدث أحد عن هذا الأمر؟ ولم لم يخبر به أي وسيلة إعلامية؟
 
أخيرًا، إذا كان الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية بالخارج ليس بالصورة التي يراها إعلام الشر، والمأجورون والممولون، فلماذا حاولوا منع بعض المصريين في لندن من الإدلاء بأصواتهم، ومحاولة الاحتكاك والاشتباك معهم؟