عيد المرأة المصرية..16 مارس

في السادس عشر من مارس سنة 1919، خرجت هدى شعراوي على رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة مصرية تنادي بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه.

في ذلك اليوم استشهدت سيدة من المظاهرة، مما أشعل حماس الباقيات، اللاتي خرجن في مسيرة ضخمة ورفعن خلالها شعار الهلال والصليب، دليلا على الوحدة الوطنية، ونددن بالاحتلال، وتوجهت هذه المسيرة إلى بيت الأمة، ومنذ ذلك التاريخ تحتفل مصر بيوم المرأة المصرية في السادس عشر من مارس.

في السادس عشر من مارس سنة 1919، خرجت هدى شعراوي على رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة مصرية تنادي بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه.

في هذا اليوم استشهدت سيدة من المظاهرة، مما أشعل حماس الباقيات، اللاتي خرجن في مسيرة ضخمة ورفعن خلالها شعار الهلال والصليب، دليلا على الوحدة الوطنية، ونددن بالاحتلال، وتوجهت هذه المسيرة إلى بيت الأمة، ومنذ ذلك التاريخ تحتفل مصر بيوم المرأة المصرية في السادس عشر من مارس.

من هي هدى شعراوي ؟

هي نور الهدى محمد سلطان ، المولودة في المنيا عام 1879م ، وهي ابنة محمد سلطان باشا ، رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق ، تلقت التعليم في منزل أهلها ، وتوفي والد هدى شعراوي في وقت مبكر من حياتها، وتولى ابن عمها والوصي عليها "علي باشا شعراوي" تربيتها ورعايتها، وكان الأخير صارما، لا يحبذ تعليم البنات ، فحرمها من التعليم ، فيما أفسح المجال لأخيها الأصغر عمر، وألحقه بالمدارس، وعندما أتمَّت هدى التاسعة - بعض المواقع تذكر 12 عاما - من عمرها طلبها "شعراوي باشا" زوجة له ، فوافقت أمها على الفور ، ثمَّ زفَّت النبأ لابنتها التي امتقع لونها ، وصُدمت ، فالفارق بينها وبين شعراوي باشا يقارب الأربعين عاما ً، وهي في سن ابنته ، فقد كان شعراوي متزوجاً من امرأة أخرى، وله منها ابن في نفس عمرها.

 اعترضت الطفلة الصغيرة بشدة ورفضت إتمام الزيجة، فأشارت عليها أمها أن توافق ، على شرط أن يطلق شعراوي زوجته الأولى ، وأن ينصّ على هذا في عقد الزواج .

هدى شعراوي من اليسار وصفية زغلول من المين

وافقت هدى بعد إلحاح من أمها على هذا الحل الذي أراحها جزئياً ، وتمَّ الزفاف في حفل ضخم ، وبعد أن انتهى شهر العسل بأيام ، بدأت الشائعات تتناثر بأنَّ الزوجة الأولى تطوف بيوت الأعيان وتقول إنَّ علي باشا شعراوي أعادها إلى عصمته ، فجنَّ جنون هدى شعراوي ، وأصرَّت على الطلاق ، فاضطر على شعراوي أن يطلِّق زوجته الأولى على مضض ، وعادت المياه إلى مجاريها بين هدى وزوجها ، ولكنها كانت مياه راكدة لم يحركها وجود "بسمة" و"محمد" اللذين رزقت بهما من علي باشا شعراوي.

غلاف كتاب مذكرات هدى شعراوي

وافقت هدى بعد إلحاح من أمها على هذا الحل الذي أراحها جزئياً ، وتمَّ الزفاف في حفل ضخم ، وبعد أن انتهى شهر العسل بأيام ، بدأت الشائعات تتناثر بأنَّ الزوجة الأولى تطوف بيوت الأعيان وتقول إنَّ علي باشا شعراوي أعادها إلى عصمته ، فجنَّ جنون هدى شعراوي ، وأصرَّت على الطلاق ، فاضطر على شعراوي أن يطلِّق زوجته الأولى على مضض ، وعادت المياه إلى مجاريها بين هدى وزوجها ، ولكنها كانت مياه راكدة لم يحركها وجود "بسمة" و"محمد" اللذين رزقت بهما من علي باشا شعراوي.

صراع هدى شعراوي والمطربة المغمورة فاطمة سري

وكما تحتفظ المواقع بهذه السيرة، المهمة لهدى شعراوي، التي تتحدث أيضا عن تأسيسها للاتحاد النسوي، ونضالها للحقوق النسوية، ومنها رفع سن زواج الفتيات، ووضع قيود على الطلاق من طرف واحد، والحد من ظاهرة تعدد الزوجات، وغيرها من المطالب النسوية المشروعةـ تحتفظ الكتب بسيرة أخرى، ألا وهي إنكارها لحفيدتها ليلى، التي أنجبها نجلها محمد باشا شعراوي من المطربة المغمورة فاطمة سري.

المثير في قصة هدى شعراوي، ذلك الخلاف الذي نشب بينها وبين المطربة المغمورة فاطمة سري، التي أرسلت لها رسالة تطالبها بالاعتراف بحفيدتها، التي أنجبتها وهو الصراع الذي لم تكتب عنه هدى شعراوي في مذكراته، إلا أنه عاش في كتب أخرى، ومنها كتاب مسائل شخصية لعملاق الصحافة مصطفى أمين، كما تحتفظ مواقع أخرى بخطاب أرسلته فاطمة سري لهدى شعراوي تطالبها بالاعتراف بالحفيدة "ليلى"، وفي النهاية حسمت المحاكم المسألة، وانحاز قضاء مصر العادل إلى جانب المطربة فاطمة سري، ونسب طفلتها إلى ابن هدى شعراوي بحكم قضائي، وهو ما رضخت له المناضلة في النهاية.

اليوم هو يوم المرأة المصرية، التي لم تتحرر من العديد من القيود، وتواجه المشكلات في العمل، وفي الحياة، إنها المرأة المصرية التي تحمل نصف هذا المجتمع، وتطاردها الأكليشيهات، التي ترغب في قولبتها، والحد من تطلعها، وانطلاقها، ملفات تحريرها، وتعليمها، تواجه العديد من الأمور الشائكة التي تتطلب مزيدا من الالتفات، والعمل على إتاحة ما تحتاجه من فرص، تساعد انطلاقها ونهضة مجتمعها.