لماذا يكره السلفيون كرة القدم؟.. فتواهم تجيب
إسراء عبد التواب
الأربعاء، 14 مارس 2018 06:02 م
أشعلت لعبة كرة القدم النارفي قلب عدد من شيوخ السلفية، دفعت عددا كبيرا منهم إلى الهجوم عليها وعلى لاعبيها، وكأن الشعبية التي تطارد نجوم كرة القدم تفتك بقلب بعض من الشيوخ، ولسان حالهم يردد: "لماذا لا تأتينا تلك الجماهير الغفيرة لتذهب إليهم وحدهم في الملاعب؟
الداعية السلفي "هشام البيلي" صعد مؤخرا إلى قائمة الكارهين لكرة القدم بهجومه على محمد صلاح لاعب المنتخب الوطني والمحترف في صفوف ليفربول الإنجليزي، داعيا إياه إلى التوبة عن ما يفعله من لعب الكرة!، مؤكدا أن ما يفعله لا يفيد الإسلام، وأنه لا يعتبر بإنجازاته سفيرا للإسلام!
محمد صلاح
وفورتصريحاته التي أدلى بها، تحركت وزارة الأوقاف برئاسة الدكتورمحمد مختار جمعة - وزير الأوقاف - بفتح التحقيق مع "البيلي"، وإحالة مديرمديرية أوقاف كفرالشيخ للتحقيق، بعد الدرس الذي ألقاه الداعية السلفي في إحدى المدارس.
وقبل "البيلي" تولى سامح عبد الحميد، القيادي السلفي بحزب النور، دفة الهجوم على كرة القدم، وهو يؤكد أن المصريين يسرفون ساعات من أعمارهم في مشاهدة المباريات، والبعض يكتب عبر حساباته بموقع "فيس بوك" الشتائم والألفاظ البذيئة عند الخسارة، والتي لا تخلو المقاهي أيضًا منها، فضلًا عن الانشغال بها حتى في أوقات العمل بالنقاشات الحادة، التي عادة ما تنتهي بخلافات وصدامات.
ياسر برهامى
وبقدر ما أثارت كرة القدم غيرة شيوخ السلفية، فقط ترك الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، الكرة ليتجه مباشرة صوب أفخاذ اللاعبين، وهو يصب عليها لعناته، بفتواه التي حرمت رؤية نجوم كرة القدم، لأن أفخاذ اللاعيبة تخاصم زي الحشمة والستر، وهو يضعها فى خانة العورة، ونشر موقع "أنا سلفي" التابع للدعوة السلفية فتوى "برهامي" التي تحرم رؤية مباريات كرة القدم، وهو يترك بابا مفتوحا على الكوميديا بإلزام الجمهور بترك جاذبية مباريات كرة القدم ومشاهدة فقط الأهداف!!
محمد صلاح
بل أسرف "برهامى" فى الكوميديا، وهو يطالب بمشاهدة كرة القدم دون النظر إلى أفخاذ نجوم الكرة، لأنها طبقا لوجهة نظره: "عورة مخففة".
ولا تخرج تلك الفتاوى السابقة وحملات الهجوم على كرة القدم من فراغ، ولكن شيوخ السلفية يستندون إلى رأى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والذي حرم من قبل كرة القدم، طبقا للنصوص المنسوبة، حيث سئل من أحد السائلين عن حكم لعب كرة القدم وهو يصفها بالابتلاء فأجاب "الألباني": "اللعب بالكرة لا يخرج عن أي لعبة أخرى يتعاطاها المسلم، فهي داخلة في عموم قوله - عليه الصلاة والسلام: ( كل لهو يلهو به ابن آدم باطلٌ؛ إلا ملاعبته لزوجه، ومداعبته لفرسه، ورميه بقوسه، والسباحة".
لكن تذهب كل هذه الفتاوى، وتبقى متعة كرة القدم التي تدخل الفرحة والبهجة على قلوب الناس، وتكون بمثابة تسرية وتسلية على القلوب المجهدة التي أضناها كسب العيش، فالإسلام الوسطي المعتدل لا يخاصم أبدا الرياضة.
اقرأ أيضا
لا يفوتك