داعش يحنّ إلى خراسان.. وخبراء: محاولة لترتيب البيت من منبعه
عاد من جديد تنظيم "داعش" الإرهابى إلى ترديد نغمة "باق ويتمدد" بعد هزيمته في الرقة والموصل، وانحساره جغرافيًا، وهوما دفعه إلى نشر ولاية خراسان التابعة لـ"داعش" إصدارمرئي عرضته صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم، تدعو أنصاره إلى العودة لأرض الخلافة الإسلامية في خراسان لتعويض الهزائم التي تعرض لها في السنوات الأخيرة.
ولاية خراسان
انقلاب على التوقعات
هذه الدعوة وصفها عدد من الخبراء بأنها تمثل انقلابا على التوقعات السائدة بتحول أنصارالتنظيم إلى مجرد ميلشيات مسلحة متفرقة، ليأتي الإصدار الأول من نوعه لضرب كافة التوقعات حول تمركز "داعش" من جديد، والعودة إلى بيئته الحاضنة.
مصطفى زهران، الباحث في الحركات الإسلامية، أكد أن هذا الإصدار يعد الأول من نوعه الذي تصدره ولاية "خراسان"، مؤكدا على أن أهمية ذلك تتجلى في أنها دعوة مخالفة لكافة التحليلات والتقاريرالتي أكدت على عودة التنظيم إلى حرب العصابات وحسب
يستطرد "زهران": "الإعلان يؤكد أن داعش يتحرك بأيدلوجية الدولة وآلياتها وإستراتيجيتها، ما يؤكد على بقاء فكرة الخلافة في عقله، وعدم قبوله بارتداد هذه الفكرة أو انتفائها"
وهى أبرز مدلولات هذا الإعلان الجديد نحو الهجرة إلى "ولاية خراسان" إحدى ولاياته المترامية الأطراف، والتي أضحت منذ هذه الدعوة أبرزها وربما تصبح مركز رئيس وعاصمة جديدة مستقبلاً.
وأشار"زهران" أن سقوط عدد من القرى والمواقع مثل"وزير تنكى" و"زوزجان "وغيرهما في قبضة الولاية المبايعة لتنظيم داعش والبغدادى، تأتي بمثابة الدفع المعنوي للتنظيم وإعطاء بدائل له، ليتعافى من كبوته الحالية بعد فقدانه لأهم معاقله.
وهو ما يؤكد إصرارالتنظيم على العودة إلى معقل الهجرة الجهادية العالمية الأولى التي بدأت من خراسان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وهو ما يؤكد نية التنظيم على مزاحمة تنظيم "القاعدة"، بل يمهد إلى معركة جديدة بين التنظيمين اللذين تحولا إلى ساحات تنافس بين التنظيمين.
ولاية خراسان
البحث عن بيئة حاضنة
على جانب آخر، رفضت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن يعبرالإعلان عن حالة صراع بين تنظيم "داعش" و"القاعدة"، مؤكدة في تصريحات خاصة لـ" دوت مصر" أن لعبة الصراع بين التنظيمين ليس حقيقيا، لأن الشواهد التاريخية أثبتت أنه في حالة الصراع بين التنظيمات التكفيرية، تندمج لأنهم جميعا وجوه لعملة واحدة.
ولكن إعلان العودة إلى "خراسان" طبيعي لأنها تمثل مناخ جيد لفكرة الخلافة وحاضنة آمنة تتحرك بهاعناصرالتنظيم لإعادة تنظيم صفوفهم، في الوقت الذي كانت تقوم به أمريكا باحتجازعددا كبيرا من أنصارالتنظيم في معسكرات في العراق وسوريا وتركيا، أثارت شغف الرأي العالمي حول الجدوى من الاحتفاظ بعناصر من "داعش" مهدت لفكرة اعتماد أمريكا عليهم خلال الفترة المقبلة، لتوظيفهم فيما بعد إلى إطلاق سراحهم لتنفيذ عمليات إرهابية في دول بعينهم.