جريمة قرب بيت الأمة..مكوجي يشعل النار في مسنة بهدف سرقتها (فيديو)
الهدوء كان يخيم على شارع الفلكي بالقرب من "بيت الأمة" في القاهرة، حتى شاهد الأهالي أدخنة تتصاعد من شقة سيدة مسنة، حاول السيطرة عليها، لكن النيران كانت أقوى منهم، فاستعانوا بقوات الدفاع المدني، التي أخمدت النيران، ليكتشف الجميع جريمة بشعة خلف رماد النيران.
"السيدة المسنة كانت بركة المنطقة، وجهها بشوش، ولسانها عذب، وقلبها أبيض نقي، تعطف على الجميع، محبوبة عندنا، نعتبرها أحد معالم المنطقة، فقد حضرنا جميعاً لهنا ووجدناها موجوده قبلنا بسنوات"، هكذا تحدث جارها "أشرف.م" صاحب ورشة لـ"دوت مصر" على بعد أمتار من منزل القتيلة.
منزل يخيم عليه الحزن، ودموع محبوسة في أعين الأهالي، هكذا يبدو المشهد في المنطقة بعد وفاة السيدة المسنة، حيث يضيف جار القتيلة:" إحنا مش مصدقين اللي حصل لحد النهاردة، وكأننا في كابوس، معقولة مش هنشوف الست الطيبة دي تاني، منه لله اللي كان السبب، وحرمنا من دعواتها الطيبة، فقد كانت توزع علينا ابتسامات الأمل كل صباح".
وعن يوم الجريمة، يقول جار القتيلة:" كنا نجلس في أماكن عملنا، وشاهدنا أدخنة كثيفة تخرج من شقة السيدة المسنة، أسرعنا نحوها، حاولنا السيطرة عليها دون فائدة، واتصلنا بالحماية المدنية، التي وصلت على الفور، ونجحت في إخماد النيران، لنكتشف الكارثة".
"أول واحد من الأهالي دخلت الشقة وشوفت المرحومة مقتولة" ـ الشاهد يكمل حديثه ـ مضيفاً:" وجدناها مقتولة في "الحمام" فقد خنقها المتهم ثم أشعل النار في جسدها مستغلاً كبر سنها وتقدمها في العمر، فقد كانت تقطن بالشقة بمفردها، يتردد عليها أشقائها أحياناً لزيارتها والإطمئنان عليها، لكنها معظم الوقت تقيم بمفردها، والقاتل كان يتردد عليها لتوصيل "ملابس المكواه" ويعرف تفاصيل حياتها، ومن ثم طمع فيها.
وبشأن القاتل، يقول "الشاهد":" المتهم حضر منذ عدة للمنطقة للعمل في محل "مكواه" حيث ينتسب لمدينة أبو قرقاص في المنيا، ومتزوج هناك ولديه أولاد، ويقيم في القاهرة بمنطقة المرج، ويتردد على المنطقة خلال فترة عمله، ومؤخراً أصبح شريك في "محل المكواة"، وكان يعرف الشقق جيداً ومن يقطن بها".
وحول دوافع المتهم لإرتكاب الجريمة، يقول الشاهد:"القاتل كان يحتاج لأموال، لسدادها لإحدى أقاربه المهدده بالحبس، فجلس مع نفسه وخطط لجريمته، لعلمه بإقامة الضحية بمفردها وثرائها، وتأكده من عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، فلم يرحم ضعفها ولم يبالي بدموعها أو توسلاتها ليبقى على حياتها، وإنما أقدم على قتلها بطريقة بشعة، بعدما خنقها بيديه متقمصاً شخصية عشماوي، ثم سحبها نحو "الحمام" وربطها فيه وأشعل النيران بجسداً، علماً بأنه لو طلب منها الأموال وشرح لها ظروفه لأعطته المبلغ بـ"طيب خاطر"، لكنه بدلاً من إنقاذ قريبته من السجن سيواجه هو بنفسه عشماوي".
ومن ناحيته، اعترف القاتل تفصلياً بجريمته، قائلاً:" كنت أمر بضائقة مالية، وأحتاج الأموال لاعتبارات شخصية وأسرية، ونظراً لطبيعة عملي وترددي على منزل المجنى عليها وعلمي بإحتفاظها بمبالغ ماليه بمنزلها وإقامتها بمفردها، خططت لإرتكاب الواقعة ، واستوليت على مبلغ مالي من داخل منزلها عقب إرتكاب الواقعة، أنفقت جزء منه ويتبقى معي جزء.
كواليس الجريمة بدأت بتلقي قسم شرطة السيدة زينب بمديرية أمن القاهرة إشارة من شرطة النجدة بنشوب حريق بإحدى الشقق السكنية، فانتقلت قوات الحماية المدنية ونجحت في السيطرة على النيران، حيث تبين نشوب حريق بمطبخ وباب دورة المياه الخاص بالشقة، وعثر على جثة لسيدة مسنة مقيمة بمحل البلاغ "مملوك لها"، مسجاة على ظهرها بأرضية دورة المياه، مُكبلة اليدين والعنق بإستخدام قطعة قماش وبها عدة إصابات، وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة .
وتشكل فريق بحث قاده اللواء نبيل مدير مباحث العاصمة، لكشف غموض الجريمة وظروفها وملابساتها، حيث تبين أن عامل بمحل "مكواه" بالمنطقة وراء إرتكاب الجريمة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، واعترف بجريمته، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.