مسيرة لسيدات النوبة لرفض انتشار المخدرات (فيديو)
"لا للمخدرات" و"لا للإدمان" شعار رفعته السيدات لمواجهة أبنائهم من الوقوع فى شبح إدمان المخدرات ومحاولة التصدى لهذه الظاهرة السلبية داخل قريتهم غرب أسوان بمحافظة أسوان.
فى قرية من إحدى قرى النوبة غرب مدينة أسوان، يعيش فيها نحو 13 ألف نسمة مقسمين داخل 22 نجع، قررت سيدات القرية الانتفاض ضد انتشار المخدرات فى القرية والتصدى لتعاطى الشباب لها، وعبرن عن ذلك من خلال الخروج فى مسيرة لرفض انتشار المخدرات داخل القرية، خاصة بعد الآثار السلبية التى يتسبب فيها مدمنو المخدرات وحالة اللا وعى التى قد يدخل فيها متعاطى المخدر، وذلك حفاظاً على بيوت النوبة من السرقة وحفاظاً على النساء والفتيات من الأذى.
قالت شادية صيام، من رائدات القرية، إن الهدف من انتفاضة سيدات القرية هو الحرص على صحة أبنائهم وحتى لا يقعوا فى وحل الإدمان، فكان لابد من محاولة الوقوف بكل حزم لمواجهة هذا الخطر الذى لو انتشر فى القرية سيصبح وبالاً على الكبار والصغار سواء المدمنين أو غيرهم لأنهم قد يلحق بهم أذى المدمنين الذين لا يشعرون بأنفسهم فيما يفعلوه بعدما يتمكن الإدمان منهم، وعلقت قائلةً: "حسينا إن شبابنا بيضيع، جيل ورا جيل بيضيعوا"، فى إشارة إلى شعورهم بالمسئولية تجاه أبنائهم أبناء القرية الذين قد ينحرفون عن الطريق السليم بسبب المخدرات.
وتابعت "صيام"بأن النساء هن المحطة الأولى لتربية الأبناء قبل الآباء، ومن هذا المنطلق كان حرصاً من السيدات فى قرية غرب أسوان التحرك للحيلولة ضد وصول المخدرات لأبنائهم، لافتةً إلى أن الشيطان يدخل للشباب من نافذة أوقات الفراغ وهو ما يتخوف منه الأمهات والنساء فى القرية خاصة بعد ركود السياحة عن سابق عهدها قديماً وأصبح عدد كبير من شباب القرية الذين كانوا يعتمدون على السياحة بشكل أساسى عاطلاً عن العمل.
فى سياق متصل، أكد ناصر عبدونى، من الكوادر البارزة بالقرية، أن أبناء النوبة دائماً يتميزوا بالتكاتف بينهم وأنهم على قلب رجل واحد، تربوا على أصول وتقاليد ولا يحبون أن يروا أبنائهم ينحرفون على هذه الأسس والقيم التى تنشئوا عليها منذ الصغار وورثوها عن آبائهم وأجدادهم، فكان حرصاً من قرية غرب أسوان رجالاً ونساءً أن يقفوا وقفة واحدة ضد المخدرات.
وأشار عبدونى، إلى أن هناك عدداً من الشباب والرجال المحترمين شاركوهم فى تلك المسيرة، وهناك أطباء عرضوا على بعض الشباب علاجهم من الإدمان مجانًا فى مستشفيات أسوان، لأن الهدف الذى يسعى إليه أبناء النوبة هو وقاية أبنائهم من المخدرات وفى نفس الوقت تنشئة جيل جديد قادر على العطاء لا ينحرف عن الطريق بسبب المخدرات أو غيرها من الانحرافات السائدة فى مجتمعنا حالياً.
وفى سياق متصل، نظمت مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان ندوة توعية بمخاطر المخدرات وكيفية الوقاية منها، والتطرق إلى قدرة المستشفى على تلقى مصابى الإدمان وعلاجهم من التعاطى.
وقال الدكتور محمود بدر الدين، مدير مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن المستشفى تابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وتقدم خدمات فى العيادات النفسية لعلاج المرض النفسى بالإضافة إلى عيادات الإدمان، وعيادات علاج الإدمان كان مخصص لها يوم واحد فقط فى الأسبوع لاستقبال المرضى، ولكن بعد زيادة الخدمة والإقبال عليها تم زيادة عدد الأيام لتصبح يومان فى الأسبوع، موضحاً بأن طريقة علاج الإدمان تبدأ من مرحلة تغيير المفاهيم ومعرفة سبب الإقلاع عن المخدرات ويتم مساعدة المريض طبيا ونفسيا واستخدام الأدوات الطبية المتاحة، بالإضافة إلى مساعدات أخرى من ملاعب رياضية وغير ذلك.
وأشار إلى أنه تم تنظيم عدد من الندوات للتوعية بمخاطر الإدمان فى قرية غرب أسوان وغيرها من قرى وأنحاء محافظة أسوان، فى إطار توجيهات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان لتنظيم قوافل توعية على نطاق الجمهورية، لتوعية المجتمع بخطورة الإدمان وأضراره ومحاربة المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالتعاطى، وتوعية الشباب والأهالى فى نطاق القرية، واستقبال الأسئلة والاستفسارات من الأهالى المشاركين.