سلاحف خضراء وصقرية المنقار في البحر الأحمر مهددة بالانقراض..فيديو
تتميز البيئة البحرية بالبحر الأحمر، بتنوع بيولوجى مميز، حيث إن هناك أعدادا كبيرة من الكائنات البحرية بالجزر البحرية والشواطئ المختلفة، من بين تلك الكائنات البحرية، "السلاحف"، حيث تعد من الأنواع الرئيسية فى النظام البيئى البحري.
من جانبه قال الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، إن السلاحف البحرية مهددة بالانقراض بشكل كبير، حيث وضعها الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة على قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، والتى تعد من أقدم الزواحف التى تعيش على البحار والمحيطات.
وأضاف غلاب لـ"دوت مصر"، أن السلاحف البحرية تلعب دورًا هامًا فى عملية التنوع البيولوجى والسلسلة الغذائية، حيث أنها تعد من أهم أسباب جذب سياح العالم للبحر الأحمر لمشاهدتها، والكثير منهم من يأتى خصيصا لمشاهدة السلاحف.
وأوضح الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، أنه يعيش فى البحر الأحمر 5 أنواع من هذه السلاحف منها 4 أنواع تم رصدهم بالساحل المصرى وهم السلحفاء الخضراء، وصقرية المنقار، وهما الأكثر تواجدا فى البحر الأحمر، والسلحفاء جلدية الظهر، والسلحفاء كبيرة الرأس .
وكشف غلاب، أن بعض جزر البحر الأحمر تعتبر من أهم مناطق التعشيش للسلاحف الخضراء وصقرية المنقار، ومن بينها جزيرة الجفتون وووادى الجمال والزبرجد، حيث تتميز تلك السلاحف بقدرتها على الهجرة لمسافات بعيدة بين مواطن التغذية والتعشيش حيث تصل إلى مئات أو آلاف الكيلومترات.
كما كشف الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، أن السلاحف البحرية تقضى غالبية دورة حياتها فى البحر، حيث أن الإناث فقط هى التى تخرج إلى الشواطئ لحفر الأعشاش ووضع البيض بينما فى بعض الأحيان عندما يكون الجو باردا تخرج السلاحف إلى الشواطئ للتدفئة وللتعرض لأشعة الشمس.
من جانبه، قال الدكتور أسلام الصادق، الباحث البيئى بمحميات البحر الاحمر، إن السلاحف البحرية البالغة المخصبة تخرج إلى الشواطئ لبناء الأعشاش ووضع البيض كل سنتين إلى 4 سنوات، الأنثى الواحدة قد تكون قادرة على حفر ما يقرب من ثمانية أعشاش خلال نفس الموسم، وتقوم الإناث بالزحف على الرمال خلال فترات الليل حيث تختار بعناية المنطقة التى ستقوم بحفر العش بها.
وأضاف الصادق، أن السلاحف البحرية تضع ما بين 50-200 بيضة ثم تقوم بردم العش والعودة إلى لشاطئ، وخلال ما بين 7 إلى 10 أسابيع، تبدأ عملية فقس البيض ليلًا، وتقوم صغار السلاحف بتكسير القشور الخارجية للبيض والزحف على سطح الرمال نحو الشاطئ، ثم تقوم صغار السلاحف بالسباحة سريعا إلى المياه العميقة مبتعدة عن المياه الضحلة حيث تستغرق عدة أيام وتسمى فى هذه الحالة "السلاحف السابحة بجنون" والتى يقوم التيار بحمل هذه السلاحف إلى المياه المفتوحة حيث تعيش طافية على السطح وتتغذى مترممة فى هذه المرحلة من عمرها والتى تمتد لعقود من الزمن.
ولفت الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، إلى أن جميع أنواع السلاحف البحرية مدرجة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولى لصون الطبيعة حيث أنها مصنفة ما بين أنواع مهددة بالانقراض وأخرى معرضة للانقراض، كما أنها جميعا مدرجة فى الملحق الأول لاتفاقية التجارة للكائنات الحية بين الدول السايتس والتى تحتوى على الأنواع المحظور الاتجار بها أو بأجزاء منها ونقلها بين الدول.
وأظهرت دراسة التعشيش فى البحر الأحمر خلال سنوات عدة وبداية من ثمانينيات القرن الماضى أن أعلى تقدير للسلاحف المعششة فى البحر الأحمر كان حوالى 1500 عش بالسواحل المصرية بينما كانت التقديرات المبدئية لا تتعدى حوالى 500 عش حول ساحل البحر الأحمر ككل فيما عدا سواحل أريتريا.
من جانبه قال باحث بيئى بمحميات البحر الأحمر آخر، إن السلاحف البحرية لها دورا هاما فى الحفاظ على الاتزان البيئى فى الأنظمة البيئية، ونقل المواد المغذية إلى الأنظمة البيئية الفقيرة، وتقديم ودعم بيئات هامة لبعض الأنواع، تقديم ودعم دائم مستدام لسلسة الغذاء الرئيسية.
وأضاف أن كذلك الأهمية البيئية للسلاحف البحرية توالى الاهتمام بالأهمية السياحية ودعم السياحة حيث أنه بدأت حاليا التسويق لمشاهدة السلاحف البحرية فى مناطق التغذية وهذه العملية تعكس مردودا هاما على النشاط السياحى والذى يصل إلى 80% من نسبة إجمالى الدخل لبعض المناطق الهامة.