التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:00 م , بتوقيت القاهرة

قصيرة القامة لكن عزمها حديد.. أمل تتحدى الظروف وتبيع قطع غيار الجرارات

أمل
أمل

قصة جديدة من قصص الكفاح لمتحدي الإعاقة، أمل الزناتى أحمد الصاوى من مدينة الحامول، 47 سنة، قزمة "حصلت على دبلوم المدارس الصناعية، قسم ملابس جاهزة، وهى ابنه لرجل أنجب 10 أبناء، منهم ولد وحيد و9 بنات، وهى القزمة الوحيدة فى العائلة.

بعد حصولها على الدبلوم أرادت أن تعمل مع والدها فى محل لبيع قطع غيار الجرارات فى قرية الجرايدة التابعة لمركز بيلا، ولقصر قامتها كانوا يرفضون ولكن مع إصرارها بدأت تعمل وبعد وفاة ولدها تولى شقيقها إدارة المحل ونظراً لسفره المتكرر تحملت إدارته، وبعدها تزوجت فى مدينة الحامول وقطنت حى "حامول السعيد"، وبدأت تراودها فكرة فتح محل وإدراته، ولم ترض أن يكون فى تخصصها الملابس الجاهزة ولكنها أرادات أن تحافظ على مهنة والدها رحمه الله، فقررت أن تفتح محلاً لبيع قطع غيار الجررات وتنقل خبرتها للآخرين، وبالفعل نجحت لأنها تعشق التحدى.

تقول أمل الزناتى، الحمد لله على نعمته، خلقها الله قصيرة القامة، الوحيدة من بين أشقائها، ولا يوجد أحد فى عائلة والدها أو والدتها بهذا الشكل، وكل الأسرة طبيعية، اهتم بها والدها، منذ ولادتها، وواصلت تعليمها بالمدرسة، وكانت تتحمل نظرات الغير يومياً ما بين سخرية واستهزاء، حياة صعبة تزيد صعوبتها نظرات الناس، وبرغم ذلك تحملتها.

 وتضيف :" أنها لاقت من صعوبات أثناء دراستها، ونظرات السخرية من زملائها، فكانت تفضل الخروج أخر طالبة من الفصل ومن المدرسة، حتى لا تتبعها نظراتهم وسخريتهم المتكررة، كل ذلك كان يمكن أن يؤثر على نفسيتها، وتقرر عدم استكمال تعليمها، ولكن بعد عودتها من المدرسة، كانت أجلس مع نفسها لتحاول تهدئة نفسها، وتحمد الله على الصورة التى خلقها عليها، وبعدها حصلت على دبلوم المدارس الصناعية قسم ملابس جاهزة، وكان لوالدها محل لبيع قطع غيار الجرارات، وكان شقيقها وأختها الكبرى تعمل به، فأردت أن تكون مثلهم، ولكن والدها كان يمنعها ومع إصرارى وافق على تواجدها بالمحل، وكان نظرات السخرية تصل له، حتى أنه ذات مرة شكت له من سخرية أحد الزبائن، فتوجه والدها له بمنزله ليعاتبه، فخرج له نجله وكان من ذوى الاحتياجات الخاصة، ومن شدة ألم والدها قال له "قول لبابا يرميك ما دام بيسخر من أمل"، وبعد وفاة والدها تولى شقيقها إدارة المحل وكانت تساعده، وتحملت عبء البيع والتعامل مع الزبائن طوال فترة سفره المتكرر".

وتقول: تزوجت بحى حامول السعيد بمركز الحامول بكفر الشيخ، وانتقلت لتعيش مع أهالى الحى، ونظراتهم لها المتكررة بها تعجب وسخرية فى بداية الأمر ولكنهم بعد ذلك تعودوا، مؤكدة أنها قررت العمل فى مجال تخصصها الملابس الجاهزة، ولكنها ترددت لأنها تعودت على بيع قطع غيار الجرارات، وسألت نفسها لماذا لا تتحدى نفسها والجميع، وتفتح لنفسها محل لبيع قطع غيار الجررات، وتنقل خبرتها لأهالى الحامول، وبالفعل استأجرت مكان قريب من منزلها ومخزن، وبدأت تجلب البضاعة من كبار التجار، لتعرضها بالمحل، وتحولت السخرية منها التى كانت تراها فى عيون الناس من الشارع للمحل، ممن يريد شراء قطع غيار الجرارات لنظرة اعجاب واحترام، ولكن بعد حسن تعاملها وصدقها.

 

 

وتابعت أمل قائلة: أنها لم تكتف بالتعرف على كل قطع الغيار الأصلية والمقلدة، وأصناف كل منها، ولكنها تُقدم كل المعلومات للسائقين وتختار أمهر الميكانيكية للتعامل معهم وتتعلم منهم وتقدم خبرتها للآخرين ووصل الامر أنها تتلقى اتصالات من فلاحين يستشيرونها فى حالة تعرض جرار لعطل ليتم إصلاحه، وتُعرف صاحب الجرار قطع الغيار الأصلية والمقلدة والشركات والأنواع وتساعد بعضهم فى تركيب قطع غيار فى جراراتهم.

 

 

وتقول أمل الزناتي، أنها توجه نصيحة للجميع ألا يسخروا من أى إنسان قصر أو طويل، سليم أو به مرض أو من ذوى الاحتياجات الخاصة، وما من إنسان به عيب إلا وهبه الله ميزة ميزه الله به عن غيرها، فهى برغم قصر قامتها إلا أنها تحدت الظروف وتحولت من قزمة لسيدة أعمال تدير محل وتتعامل مع مئات الزبائن من أصحاب الجرارات والميكانيكية وغيرهم، تلق منهم كل احترام لأنهم رأوا منها الصدق والنصح، وحسن المعاملة، لم تفعل مثل الأصحاء جلست فى منزلها تنتظر لقمة تأكلها، وتغلق بابه على نفسها، تتحسر على قصر قامتها، بل كافحت وأثبتت نفسها فى أصعب المجالات.

وقالت أمل الزناتى، يساعدها فى المحل بعض من أبناء أشقائها، ووفرت فرص عمل، ونقلت خبرة السنوات لهم والتى امتدت لحوالى 29 عاماً، ليكونوا مثلها فى المستقبل، مؤكدة أن لديها سلمًا صغيرًا داخل المحل، تصعد عليه لتنقل للزبون ما يحاجه من قطع غيار، مؤكدة أنها مرت بمواقف مضحكة كثيرة، منها بعض الزبائن يدخلون للمحل وهى جالسة على مكتب، فمنهم من يقول لها "فين بابا علشان يبيع لينا"، فكانت تقابل ذلك بضحكة، ومنهم من يراها ويدير وجه ضاحكاً من قصر قامتها، ولكن نظراتها له المعاتبه تشعره بالندم فيعتذر، كل ذلك تتغاضى عنه، برغم تأثيره الكبير عليها ولكن ما يعوضها عن ذلك أنها أثبتت للجميع، أن قصيرة القامة نجحت فى إدارة وتشغيل محل أصبح له شهرته فى المحافظة وبقية المحافظات.

وأكدت أمل الزناتي، أن أملها تأسيس شركة كبرى لبيع قطع غيار الجرارات فى المحافظة، بالإضافة لتبنيها مشروعات أخرى تساعد فى نجاح مشروعى، مشيرة إلى أنها تهدى نجاحها لكل إنسان من ذوى الاحتياجات الخاصة ليتعلم من حياتها وكفاحها وقصتها ليستفيدوا بها فى حياتهم، ويتعدوا ظروفهم، مشيرة إلى أنه تقدمت للحصول على وحدة سكنية من إسكان الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة منذ عدة سنوات ولم تحصل عليها، وتطالب الدكتور إسماعيل طه محافظ كفر الشيخ، بمساعدتها فى الحصول عليها.