التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:39 م , بتوقيت القاهرة

قبقاب ومكحلة وإبريق وكانون.. آخر ما تبقى من حدوتة ريا وسكينة

ريا وسكينة
ريا وسكينة

ربما نجد في المقاهي صور محمد صلاح أو لاعبي الأهلي والزمالك، ولكن هنا في حي اللبان بالإسكندرية، معقل أسطورة ريا وسكينة الوضع مختلف، ستجد هنا أغرب مقهى في مصر، أبطاله وحوائطه تروي قصة ريا وسكينة، الشقيقتان اللتان تعتبرا أول سيدات ينفذ فيهن حكم الإعدام في العصر الحديث بنظراتهما المخيفة للكاميرا، إلى الجوار تستقر صور عبد العال وحسب الله، أزواجهم، وتتناثر هنا وهناك صور الضحايا في كل مكان.

 

 

تقف دقائق أمام الصور لتتعجب من فكرة المقهى الغريب، ولكن دقائق وستفاجئك تفاصيل أخرى أكثر غرابة، صاحب المقهى المستقر على سور منزل ريا وسكينة احتفظ بالعديد من مقتنيات ريا وسكينة قباقيب ومكحلة وإبريق وكانون وغيرها من مقتنيات سارقات الذهب القاتلات.

  

المقهى أصبح مزارا سياحيا وصاحبه هو المرشد الذى يروى للجميع حدوتة ريا وسكينة، ولكن الغريب في الأمر احتفاظ صاحب المقهى ببعض مقتنيات ريا وسكينة وهى"قبقاب ومكحلتين وأبريق وكانون وبخور" توارثها من أجداده الذين عاصروا فترة القبض عليهم.

 

يقول "خالد علي" صاحب مقهى ريا وسكينة ومن أبناء حى اللبان أن هذه المقتنيات توارثها من أجداده عند القبض على المجرمين دخل السكان وحصل كل منهم على مقتنيات السفاحين لتكون ذكرى يتوارثها الأبناء وتظهر لنا الان لأول مرة بعد مرور مائة عام على جرائمهم.

ونفى "خالد علي" الاشاعات التى تداولت حول وطنيتهما وأنهم كانوا يقتلون الجنود الانجليز وليست السيدات، لكنه أكد أنهم بالفعل قتلهم لثلاثة جنود انجليز كانوا سكارى من خمارة "كاريوكي" التى كانت بالقرب منهم وذلك أجل الحصول على أموالهم وليس لوطنيتهم وحبهم لمصر.

وشغلت قصة ريا وسكينة بالنا لسنوات طويلة، ورغم ان جرائمهما حدثت في الاسكندرية إلا انهما من مواليد الصعيد، تزوجت "ريا" من حسب الله وأنجبت منه طفلتها بديعة التى شهدت جرائمهم وكانت شاهد أمام النيابة على ما فعله هؤلاء المجرمين، كما تزوجت سكينة بمحمد عبد العال جارهما بحى اللبان بالإسكندرية، ومع الظروف الاقتصادية التى مرت بها مصر بعد الحرب العالمية الأولى وانتشار البطالة والفقر اتجه كل من ريا وسكينة وأزواجهما الى الأعمال غير المشروعة كالخمور والدعارة والقتل من أجل سرقة النقود والذهب من السيدات.

وصل عدد ضحايا ريا وسكينة سبعة عشر سيدة ومن بشاعة جرائمهم تم تمثيل قصتهم بالمسرح والأفلام والمسلسلات.

انتقلت السفاحتان وزوجاهما إلى عدة منازل بالإسكندرية ولكن الجريمة اكتشفت عندما استأجر ساكن جديد مكان اقامتهم من قبل فعثر على 11 سيدة مقتولة ومن ثم حفر وعثر على باقى الجثث.