موظفو المحليات بالإسكندرية يدهنون تمثال الخديوي التاريخي بالـ "دوكو"
حالة من الجدل أثيرت بين أبناء محافظة الإسكندرية، بعد أن قرر رئيس أحد الأحياء رش تمثال تاريخي بمادة سوداء مجهولة تشبه "الدوكو"، واجتهدت الأجهزة التنفيذية بحي وسط الإسكندرية برش ودهان التمثال باللون الأسود دون الرجوع إلى مسئولي وزارة الآثار المنوط بها العمل على ترميمه.
وقصة هذا التمثال بدأت منذ أكثر من ربع قرن، حين تم الاحتفال بوضعه بميدان المنشية في ديسمبر عام 1938، أي قبل الحرب العالمية الثانية بعام واحد، ويبلغ ارتفاع تمثال الخديوى إسماعيل المصنوع من معدن البرونز ثلاثة أمار ونصف المتر، وقد أبدعه المثال الإيطالى "امليوفوتيش" وتم صبه بمسبك "كانويكا" بضواحي روما.
وافتتحه الملك فاروق فى 4 ديسمبر 1938 فى احتفال كبير أقامته الجالية الإيطالية التى أهدت التمثال للمدينة، والذى ظل من يومها فى وقفته الشامخة مستندا على مقبض سيفه مشيرا بإصبعه إلى أسفل، والتمثال يعد تحفة فنية رائعة، بالإضافة إلى فخامة القاعدة الرخامية والعمارة المحيطة بها من درج وأعمدة وتيجان ونقوش وحليات برونزية، والتى نفذت كلها بالأسلوب الموسولينى (نسبة إلى دكتاتور ايطاليا موسوليني) وهو أسلوب طغى على أبنية إيطاليا إبان فترة حكمه قبل الحرب العالمية الثانية، ولم يتأثر هذا التمثال بالقنابل التي دمرت أجزاء كثيرة من الإسكندرية إبان الحرب العالمية الثانية (1939 -1945).
وبعد ربع قرن أصدر المحافظ محمد حمدي عاشور قرار بإزالة هذا التمثال وتحويل قاعدته إلى نصب تذكاري للجندي المجهول، وعليه تم تنفيذ القرار وتم تخزين تمثال الخديوي إسماعيل بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، مع تمثال آخر شهير لنويار باشا كان مقاما بحدائق الشلالات ووضع مكانه تمثال آخر لكاتمة الأسرار للمثال مختار، حتى خرج التمثال مرة أخرى للنور.
وحول الأزمة التي أثارتها وزارة الأثار بعد تشويه التمثال بالمادة المجهولة، قال محمد متولى مديرعام متطقة الآثار الإسلامية بالإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع "، إن دهان و رش التمثال باللون الاسود جاء مخالف لطبيعة التمثال الآثرية حيث كان لونه الأصلى برونزى المائل إلى الخضار ليتلالأ لونة مع ضى الشمس، والمادة مخالفة لتعليمات الآثار.
وكشف مدير عام منطقة الآثار الإسلامية، بعض المعلومات المتعلقة بالتمثال، قائلا: "بالرغم من أن التمثال غير مسجل حتى الآن بمجلد الأثار، إلا أن الوزارة بصدد اتخاذ اجراءات لتسجيله، خاصة وأن تاريخ التمثال يرجع إلى عام 1938، وتم نقل التمثال بدون قاعدته التى مازالت متواجدة إلى الآن بميدان الجندى المجهول، حيث صنع التمثال من الجالية الإيطالية بالإسكندرية وتم إهداؤه إلى المحافظة".
وعن أعمال الترميم، أكد "متولى" على أن أعمال الترميم، تتم بمعرفة المتخصصين، فقط من وزارة الأثار وليس متخصصى الفنون الجميلة، وأنه جارى التنسيق مع المحافظة لإعادة ترميم التمثال، وكشط طبقة الدهان الخاطئة، وإعادته الى لونة الاصلى، بعد الحصول على تكليف رسمى من الوزارة المنوط بها هذا العمل.