في ذكرى وفاته.. شاهد الكهف الذى عذب فيه القديس مارجرجس
بمنطقة مصر القديمة يقع مجمع اللأديان ,الذى جمع أقدم وأول الآثار المسيحية والإسلامية فى مكان واحد وتحت سماء واحدة لتصنع مجمعاً طبيعياً للأديان لا تفصل بينهم سوى عدة أمتار قليلة، يمثل صورة تؤكد حواراً حقيقياً بين الأديان الثلاث الإسلامى والمسيحى واليهودى، واليوم فى ذكرى وفاته نتذكر هذا التقرير الذى صورناه فى كنيسة ودير مارجرجس.
ومن بين هذه الآثار كنيسة ودير مارجرجس ، دره ثمينة وبناء شامخ تجمع بين العراقة والبساطة وقوة الإيمان ، والذى يمثل أكثر من ثلثى منطقة مجمع الأديان فضلاً عن تقسيمات شوارع مارجرجس التى تشبه إلى حد كبير شوارع بيت لحم والقدس .
وتعتبر الكنيسة من أجمل كنائس الحصن الرومانى،التى شيدها الكاتب الثرى أثناسيوس عام 684 ميلادية ولكنها لسوء الحظ التهمتها النيران منذ ثمانين عاماً ولم يبق منها سوى قاعة استقبال بخارجها تعرف “بقاعة العرسان” يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
كنيسة مارجرجس بنيت على الطراز الرومانى وهى أكبر كنيسة بالدير على شكل دائرة ، وتم تجديدها فى أوائل القرن العشرين ، لما لها من قيمة فنية عالية مما تحتويه على زخارف والشكل الطراز البازيلكى ، وسميت باسم القديس مار جرجس لأنها شهدت عذابه فى أيامه الأخيرة .
مارجرجس هو أحد المساعدون المقدسون الشفعاء الأربعة عشر للكنيسة الكاثوليكية ، ولد سنة 280م في مدينة اللد فى فلسطين لأبوين مسيحيين من النبلاء ، توفى والده فاعتنت به والدته وأنشأته فى جو عائلى مسيحى ، ولما بلغ السابعة عشرة دخل فى سلك الجنديّة وترقّى إلى رتبة قائد ألف فى حرس الإمبراطور الرومانى دقلديانوس.
فى ذلك الوقت كان الرومان يضطهدون المسيحيين ، لكن مار جرجس لم يخف عقيدته المسيحية رغم انضمامه للجيش الرومانى ، مما أغضب الإمبراطور ، فأخضع القديس لجميع أنواع التعذيب لردّه عن دينه ، لكن دون جدوى.
وتضم كنيسة مارجرجس مجموعة من السلاسل التى كان عذب بها ، و الشموع تحيطها من كل مكان ، بالإضافة إلى الكهف ذلك المكان الصغير و المظلم ، الذى يأتى إليه الجميع لتحقيق الأمنيات بالدعاء للشهيد مارجرجس فهذا هو ” سجن مارجرجس ” الذى عذب فيه و جلس فيه ، و به مكان صغير على هيئه مغاره صغيره توضه فيها الأمنيات مكتوبة ” بالاسم و التاريخ و الأمنية المطلوبة” .