مافيش صاحب يتصاحب.."بكار" استدرج صديقه ويقتله بـ"سنجة"
حياة قاسية وصعبة عاشها شاب في منطقة الخليفة بالقاهرة، حيث جاء للدنيا ليرحل والده، وتعاني والدته في تربيته برفقة أشقائه، ثم تقرر البحث عن رجل آخر يساعدها على متاعب الحياة، لكن لم يمر على زواجهما كثير ليرحل الآخر، وتبقى الأم برفقة أبنائها.
"مصطفى.م" منذ الصغر قرر العمل لمساعدة والدته في تربية أشقائه، وعندما اقترب عمره من الثلاثين، قرر البحث لأول مرة عن السعادة في الزواج، لكن القدر لم يمهله، حيث مات مقتولاً، لتبقى الأحزان والحسرة للأم.
روايات عديدة عن أسباب مقتل "مصطفى" الشاب الثلاثيني، سردتها الأم والجيران بالمنطقة، بعدما عثروا عليه مقتولاً في منطقة المصنع القديم وودعوه لمثواه الأخير.
بحروف ممزوجة بالحزن والآسى، روت الأم حكاية ابنها لـ"دوت مصر"، قائلة: "مصطفى" كان طول عمره مع نفسه، ولا نعرف عن تفاصيل حياته كثيراً، لكن فراقه كان صعب وقاسي علينا جميعاً.
وتضيف الأم، فتح "مصطفى" عينيه للدنيا فلم يجد والده الذي توفي بمجرد وصوله للدنيا، فتزوجت من رجل آخر، لمساعدتي في تربية الأبناء لكنه مات أيضاً، وتحمل "مصطفى" وشقيقه "سامح" المسئولية في مساعدتي.
وعن يوم الحادث تقول الأم، قبل وفاته بساعات حضر إلي، وسألني "كلتي يا أمي ولا لأ؟، فقلت له :"ايه اللي حصل لك يا ابني..مش عادتك يعني"، ودخل معي في وصلة مزاح، وتركني وانصرف، ولم أدري أنه المشهد الأخير في حياته ولن أراه مرة أخرى.
وتضيف الأم، كنت أسير في الشارع وأخبرني أحد الشباب أن ابني مصاب في مصنع قماش مهجور، فأسرعت نحوه ووجدته مصاب بالرأس وفاقد النطق، وتبين أنه فارق الحياة، وعرفت بعد ذلك أن شاباً قتله يدعى "بكار"، حيث أبلغ ابني عن تاجر مخدرات في المنطقة فحرضت زوجة المتهم على ابني بلطجي قتله بمساعدة شخص آخر وتم القبض عليهم فور ارتكابهما للجريمة.
هذه الرواية اختلفت عن رواية أحد سكان المنطقة، "محمد.أ"، الذي أكد أن مشادات كلامية بين الضحية والمتهمين تحولت لمشاجرة قتلوه على اثرها، وأن المتهمين نجحا في استدراج القتيل خارج منزله وتعديا عليه بآلة حادة حتى فارق الحياة.
وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقي المقدم أحمد سعيد رئيس مباحث قسم شرطة الخليفة بمديرية أمن القاهرة بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة عاطل داخل مصنع قماش مهجور بشارع الأشراف في منطقة السيدة سكينة ، فانتقل رجال المباحث لمكان البلاغ وبالفحص تبين أن الجثة بها إصابة بجرح بالجبهة.
ووجه اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، توصلت جهود إلى أن وراء ارتكاب الجريمة مسجلان خطر، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، حيث اعترف المتهم الأول بوجود خلافات بينه والمجنى عليه فاستعان بالثانى واستدرجاه لمنزل الأخير بزعم احتساء المشروبات الكحولية، وعقب خروجهم تعد عليه بـ"سنجة" فأحدث إصابته وفر هاربًا، ثم توجه المجنى عليه للمصنع "مكان العثور" والذى اعتاد المبيت به إلا أنه توفى متأثرًا بإصابته.
وأرشد المتهم عن ارتكابه للجريمة بعد اعترافاته أمام اللواء أشرف الجندى مدير مباحث العاصمة، وأحيلا المتهمين لجهات التحقيق المختصة.