التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:08 م , بتوقيت القاهرة

"يوسف" يمشي فوق الألم بدون أقدام

يوسف
يوسف

كثيرا ما نرى أشخاص يتحدوا إعاقتهم ويصبحوا أبطالا قاهرين أى موانع تحجبهم عن استكمال مسيرة نجاحهم وهدفهم في الحياة، يوسف شاب عمره 18 عاما بطل خارق يتحدى ظروف فرضت عليه قضت على طفولته وجعلت مستقبله مظلم، فحادث قطار حول حياته من طفل يلهو مع أقرانه إلى معاق منحصر فى نصف جسد فقط وحلمه الوحيد أن يكون له مصدر رزق ثابت يكسب منه قوت يومه ولا يصبح حمل ثقيل على أبيه، ولا يمكن أن نشاهده دون أن نتذكر المشهد الكوميدي لعادل إمام فى مسرحية مدرسة المشاغبين وهو يقول "وأنا همشي بالنص الفوقاني لوحده؟!" ولكن هذه الكلمة الكوميدية هي الواقع المؤلم ليوسف.

قصة يوسف بدأت منذ عدة أعوام ذهب للمشاركة بحفل زفاف خاله بقرية شبين القناطر وظل يلهو مع باقى أطفال العائلة الذين تجمعوا للمشاركة فى "الفرح" أمام منزل "الجد" والذي يمر من أمامه "خط سكة حديد قديم"، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن فالفرح واللعب والمرح فى عيون هؤلاء الأطفال تحول إلى فزع وكارثة بعد أن سقطت القضبان الحديدية على قدمي يوسف وتنطلق "صرخات" الطفل لإنقاذه من الإهمال الذى جعله منحصر داخل نصف جسد، ظل الطفل بين الحياة والموت داخل غرفة العناية المركزة لمدة 15 يوما كاملة بعد بتر نصف جسده بالكامل ليخرج بعدها إلى الحياة ليجد نفسه ليس كأي طفل فى نفس عمره.

حرم يوسف من استكمال تعليمه وتوقف عند الصف السادس الابتدائي، وكانت الظروف المعيشية أيضا أصعب من حال يوسف، فهو الابن الأكبر لأسرة تتكون من 3 أطفال ويعمل الأب بورشة أحذية بمنطقة باب الشعرية، وانفصل الأب والأم نتيجة لصعوبة الحياة وكثرة الديون ولم يجد يوسف مفر إلا أن يكون عونا لأبيه على تلك المصاعب فالبرغم من مأساته لم ينزوي بعيدا وقرر النزول إلى الورشة للعمل على ماكينة ليزر لحفر جلود الأحذية، ويظل حلم يوسف أن يكون له مصدر رزق ثابت يتكسب منه قوت يومه ومسانده أسرته على مصاعب الحياة، وتركيب جهاز تعويضى حتى يتمكن من الحركة كأى شاب فى مثل عمره.