الأفوكاتو.. قصة كفاح فتاة من محو الأمية للحصول على ماجستير فى القانون
قصة كفاح على مدار سنوات طويلة، كانت قد رسمتها لنفسها فتاة، من قرية بنجا التابعة لمركز طهطا، فى محافظة سوهاج، بعدما تحدت الجهل، كانت قد رسمت لنفسها خريطة بأن تصبح شيئا فى المجتمع وتدرس القانون "بحذافيره"، ولم يكن الأمر ممهدا لها مطلقا فى بادئ الأمر، خاصة وأن الفتيات فى قريتها "حقهن مهضوم" من ناحية التعليم، فاستسلمت فى البداية للواقع وبدخلها رغبة ملحة أن تخرج ذات يوم من الظلام إلى النور، وبالفعل تحقق حلمها بعد أن محت أميتها على يد ناصر محمد على، مدير إدارة طهطا، ومحمد الدالى، مدير فرع الهيئة بسوهاج، وتعلمت إلى أن حصلت على درجة الماجستير فى القانون لتصبح الأستاذة منى.
الفتاة المكافحة منى حسين عبد الرحمن، ضربت أروع الأمثلة فى الكفاح والمثابرة، بعد أن واجهت العديد من الصعوبات فى بلدتها بنجا، كأى فتاة لم تتعلم، خاصة أن شقيقاتها واجهن نفس المصير، إلا أنها نأت بنفسها عن الواقع الأليم، وأصرت أن تبدأ رحلتها من الصفر، وتقدمت لفصول محو الأمية بتشجيع من والدتها، وحصلت عليها، ثم التحقت بالمرحلة الإعدادية بمدرسة محمد عبد الجواد، وكانت تسير على درب وهدف واحد، وهو أن تصبح مثلا يحتذى به فى بلدتها، وانتهت منى من دراستها الثانوية بمدرسة طهطا الثانوية بنات وحصلت وقتها على مجموع 83% وسط فرحة من أسرتها، وكان ذلك بداية تحقيق حلمها بأن تدرس القانون رغم أن مجموعها يؤهلها إلى الكليات الأخرى الأعلى إلا أنها اختارت أن تواصل كفاحها فى محافظة أخرى لكى تدرس القانون بجامعة أسيوط ولم تكتف بذلك بل حصلت على دبلومه ثم درجة الماجستير وتستعد حاليا للدكتوراه وحصلت بجانب ذلك على شهادات فى اللغات الأجنبية والتنمية البشرية وافتتحت مكتبا للمحاماة لها.