التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:44 م , بتوقيت القاهرة

الهروب إلى الجحيم.. قصص فتيات لم يجدن سوى الشارع مأوى لهن

دار الفتيات بالعجوزة
دار الفتيات بالعجوزة

لا أحد يختار أبويه، فالقدر وحده هو من يحددهما، لكن الآبوين هما من يقررا مصير الأبناء إما برعايتهم حتى يكونوا أشخاص نافعين لمجتمعهم، أو الانشغال بالمشاكل الزوجية التى يدفع فاتورتها الأطفال.

مئات الأطفال وجدوا أنفسهم فى الشارع فجأة، بعدما عصفت بهم الخلافات الزوجية بين الأبوين، فلم يجدوا راحتهم في المنزل، ليكون الشارع قبلتهم، يتعرضون فيه لانتهاكات متكررة، ما بين حوادث اغتصاب أو اجبارهم على التسول والسرقة، وفى بعض الأحيان يتم انتزاع أعضائهم.

 

الدولة لم تقف مكتوفة الأيدى أمام هذه الظاهرة، فإذا كان الآباء قد أخطاؤا فدور الدولة أن تجمع الشمل، وتحمى الأطفال، فكانت التحركات سريعة من قبل وزارة التضامن، فيما عرف باسم "أطفال بلا ماوى" فتحركت السيارات المجهزة من قبل وزارة التضامن لانتشال الأطفال من الشوارع وإيداعهم فى دور رعاية تليق بهم.

 

وزارة التضامن بإشراف الوزيرة الدكتورة غادة والى لا تنتشل الأطفال من الشارع فقط، وإنما يتم تأهيلهم بشكل سليم لدمجهم فى المجتمع، فيصبح بينهم الأطباء والمهندسين والمدرسين، قبل أن يتحولوا لمجرمين فى الشوارع.

 

كاميرا "دوت مصر" زارت مدرسة "دار الفتيات بالعجوزة" للتعرف على حالة الطالبات الملحقات بهذه المدرسة من نزلاء "المؤسسة"، فالمؤسسات العقابية التى تصبح ملجأ لأطفال الشوارع لا تكتفى فقط بتوفير السكن والإعاشة لهؤلاء الفتيات لكنها تقوم بالدور التعليمى والتربوى لتأهيلهم ومحاولة إخراج أشخاص أسوياء قاردين على التعايش فى المجتمع بشكل طبيعى .

 

التقى "دوت مصر" بالعديد من الفتيات اللاتى التحقن بالمدرسة، حيث سردن قصص وتفاصيل تؤكد مدى الخلاف والعند الذى وصلت إليه منازلنا، وكيف يطيح الآباء بالأبناء بسبب مشاكلهم.

 

"هاجر" فتاه تبلغ من العمر 15 عاما، قالت: "كنت بسرح فى الشارع وأهلى موجودين فى منطقة النهضة وأبويا وأمى منفصلين وكنت عايشة مع جدتى من أول ما أتولدت وهربت منهم علشان خايفة من أبويا والشرطة قبضت علينا وأقنعونى أنى أجى المؤسسة علشان أعيش حياة كويسة وأتعلم".

 

قصة هاجر لم تختلف كثيراً  عن "بسملة" ذات العشر سنوات، والتى كانت قصتها مأساوية للغاية" توفى والدها ولم تجد هى ووالدتها إلا الشارع مأوى لهما، ولكن مرض السكر هاجم الأم ولم تعد قادرة على العيش وهى وطفلتها، حتى وصل إليهم "صندوق تحيا مصر" وتم نقل الأم إلى المستشفى وإلحاق الطفلة بالمؤسسة وها هى الحياة تسير.

وفى واحدة من القصص التى تُدمى القلوب، سردت "ذكرى"  ذات الـ 15 عاما قصتها، قائلة: "بابا كان تعامله معايا وحش بسبب مراته الثانية وأمى متجوزة راجل تانى هربت من بيت أبويا وروحت لأمى لكن مكنتش موجودة، فأسودت الحياة فى عينى وقررت الانتحار من أعلى كوبرى أكتوبر إلا أنهم أنقذونى والحقونى بالمؤسسة وأقول لبابا "ربنا يسامحك" ونفسي اطلع مهندسة أما أكبر وهكمل حياتى مع أمى ومش هرجع لأبويا تانى".