التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:57 ص , بتوقيت القاهرة

الحياة تعرض فيلم"مبنى للمجهول" للكشف عن لغز وفاة جمال حمدان

جمال حمدان
جمال حمدان

عرضت فضائية "الحياة"، الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول"، الذى تدور أحداثه حول لغز وفاة عالم الجغرافيا الدكتور جمال حمدان، صاحب موسوعة شخصية مصر، الذى توفى فى ظروف غامضة.

أشار الدكتور السيد الحسينى رئيس الجمعية الجغرافية وأحد تلامذة الدكتور جمال حمدان، خلال الفيلم الوثائقى، إلى أن "حمدان" كان وسيماً جميل المظهر ويعتز بنفسه ولديه ثقة كبيرة فى الذات، والجانب الفنى والحسى عالى جداً، بالإضافة إلى مواهبه فى الرسم وإجادة الخط والموسيقى.

 

وذكر أن "حمدان"، حصل على الدكتوراة عام 1953 م، ورجع مدرساً فى قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة، كان يعطى محاضرات، نواة لبعض الكتب بعد ذلك، موضحاً أنه كان ممتاز جداً  وبارع كمحاضر، وباحث من الطراز الأول.

 

وأوضح أنه كان أحد طلابه، وكان يتمنى أن يستمر فى الجامعة ويشرف على الطلاب ويؤسس مدرسة لجمال حمدان، لافتاً إلى أنه أبرع كتاباته عن شخصية مصر وله 4 مجلدات عن الشخصية المصرية، ودراسة فى عبقرية المكان، وهى أفضل ما كُتب عن مصر.

 

وتابع:"كتب فى الجغرافيا برؤية الفن وكان له رؤية سابقة"، موضحاً أن حمدان تكلم عن المشكلة السكانية والزراعة وتشريح لكل ما يوجد فى المجتمع المصرى.

 

ولفت إلى أن جمال حمدان كتب عن اليهود فى أكثر من موقع، ليتتبع اليهود الحاليين الموجودين فى فلسطين، واثبت أنهم ليسوا أحفاد اليهود الحقيقى فى أرض كنعان وغيره.

 

وذكر أن "حمدان" كتب كثيراً عن اليهودية والصهيونية، وتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء".

 

وفى نفس السياق أوضح الأديب يوسف القعيد، أن جمال حمدان كان يصمم أغلفة كتبه، وكان خطاط "يكتب عنوانين كتبه"، وفى هذه الرسومات رسم وجه امرأة، وهذه هى مفتاح شخصيته، فكان فى حياته قصة كبيرة "أُحبطت" فقضى حياته أعزب.

 

وتابع:"كان سيترقى أستاذ، وكان معه صفى الدين أبو العز، وصدر القرار يحمل اسم صفى الدين قبله، وكان يرى أنها مشكلة تعنى أشياء كثيرة، تسببت فى أن يترك الجامعة".

 

وأوضح أنه أجرى حوار معه فى "روز اليوسف" وكان عنوانه "أعدى أعداء إسرائيل يتكلم لأول مرة"، مستطرداً:"فى زيارتى الأخيرة له أشار لمكتبه وقالى إن هنا أهم كتب فى حياتى".

 

وأردف:"قيل فى تحقيقات النيابة أنه كان بيسخن غداه، ولكن كانت بتجيله واحدة ست تعمله أكل لمدة أسبوع كامل ويطلع من التلاجة وياكله بارد بحكم تجربته الإنجليزية، والأمر الثانى اختفاء هذا الكتب".

 

من جانبه، ذكر اللواء عبد العظيم حمدان الشقيق الأصغر للدكتور جمال حمدان قبل وفاته بأيام، أنه بعد استقالة "حمدان"، عام 1963 م، ألّف بعدها 27 كتاباً وموسوعة.

 

وتابع:"ما حدث أن أحد الأشخاص دخل عليه وخبطه بحديدة على دماغه وهو بيعمل الشاى، والنار ضربت فى المطبخ، والناس لقوا النار طالعة من شباك المطبخ، ولقوه مرمى على الأرض". 

 

وذكر أن كان حمدان ألف كتاب عن اليهود والصهيونية، كان سيسلمهم للناشر بعد يومين، وعلق يوسف القعيد:"دول اختفوا تماماً بعد مقتل جمال حمدان".

 

وتابع:"محمد حسنين هيكل قالى انت فاكر أخوك هيموت كده سهل، لا يمكن اليهود هيسيبوه".

 

وفى سياق متصل، لفت الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى ومؤلف دراسة "جمال حمدان:المحنة - العزلة - العبقرية"، إلى أن "حمدان" كان لديه ما يسمى "جرح من الجسم" وكان معتز بذاته، مردفاً:"عزلته كانت جزءاً من عبقريته، لأنه على الرغم من عزلته كانت مرصداً لرصد كل ما فى الوطن وكان له رؤية تليسكوبية يرى بها الزمان والمكان".

 

وتابع:"عنده رصانة علمية فى الكتابة والبحث.. فهو عالم وأديب"، موضحاً أنه كان يعيش فى غرفة وصالة فى دور أرضى فى منزل بشارع أمين رأفت الديهى، وطالب الدولة أن تخصص له معاش استثنائى.

 

وتابع محمد بدوى مؤلف كتاب "العبقرى جمال حمدان" وأحد أهالى قريته، أن حمدان أثبت بالدليل القاطع أن اليهود فى إسرائيل ليسو يهود بنى إسرائيل بل أتوا من جزر تترية عند البحر الأسود وسكنوا فلسطين واستولوا عليها".

 

واستطرد:"قبل وفاته بشهر سكن فوق شقته 2 أجانب، ست وراجل، والمسئولين لم يجدوا أثر للراجل اللى كان بيشاهد الدكتور جمال حمدان فى حياته".

 

وأردف:"بما أن موسوعة اليهود واليهودية غير موجودة، ونجده مخبوطاً على رأسه.. يبقى مين له مصلحة فى ذلك؟".

 

وعن وفاته، ذكر اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن مفتش صحة الجيزة، قال أن وفاته ليست اختناق من الغاز، أو بسبب الحروق.

 

وتابع:"الحريق فى الشقة ولا يوجد أثار ورق محروق ومتاخد كله، يبقى اتاخد سليم.. من صاحب المصلحة فى ذلك؟".

 

ويذكر الفيلم الوثائقى، أن جمال حمدان اعتزل النساء، وفى أبحاثه أعلن زواجه من العلم، غير أن القدر كان يخبئ له عزلة أكبر.

 

وبعد تركه الجامعة قرر حمدان اعتزال الحياة العامة متجرداً من مناصبه العلمية وآثر التفرغ للكتابة ليعيش زاهداً فى محراب العلم، محنة لم تكن فى الحقيقة سوى منحة.

 

وربما كتب كثيرون فى الجغرافيا وأبدعوا فى وصف مصر إلا أن كتاباته جمال حمدان كانت تنبئ عن عبقرية متفردة ورؤية تسبق العصر.

 

وفى ليلة الـ 17 من إبريل عام 1993، عُثر على جثة جمال حمدان داخل شقته، والنصف الأسفل منها محروقاً، واعتقد الجميع أن الحريق هو سبب الوفاة، وكانت المفاجأة التى التى جعلت لنهايته لغزا لم تنكشف حقائقه حتى الآن، وملابسات الفعل كانت تشير بأصابع الاتهام إلى فاعل واحد، حتى وإن بدا مستتراً.

 

يعتبر الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول"، الذى أنتجته شركة إعلام المصريين هو أول تحقيق تليفزيونى عن وفاة حمدان.