الطرق الصوفية بقنا عازفين فى جمال "آل البيت" بمسجد القنائى
العازفين فى جمال "آل البيت" فى مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، هم خلفاء الطرق الصوفية تربطهم بذلك المسجد ذكريات من التجلى والنفحات، فكلمات المدح تصدح فى كل جنبات المسجد تفوح أذكارهم ومديحهم الذى لا ينقطع، منذ عدة سنوات يحرصون على قيادة "الحضرات" التى يأدونها أيام الجمعة والاثنين وفى المناسبات الدينية بشكل دائم لا يمنعهم من الحضور غير المرض أو حدوث عارض.
تختلف أعمار "المداحين" أو خلفاء الطرق الصوفية فهم مكلفون بقيادة الطريقة، وتوجيه المريدين على ترديد أذكار معينة وقصائد ومديح فى حب النبى و"آل بيته"، يختمونها بزيارة مقام "القنائى" نوع من التبرك لأحد الأشخاص الذى ينتهى نسبة إلى "آل البيت"، فصاحبه أحد الأولياء الصالحين وأحد أهم أقطاب الصوفية، جاء من المغرب ومكث بمدينة «فوه» ثم رحل إلى محافظة قنا، بعد أن أنشأ مسجداً سُمى باسمه.
يوم الجمعة والخميس مزار دينى للمريدين والمحبين فبين أروقة وجدران المسجد تنتشر حلقات الذكر المختلفة، التى يقودها "مداحى" الطرق الصوفية، يظهر فى ذلك الأمر تنافس ما بين حلقات لقراءة القرآن الكريم وأخرى تتبارى فى مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه طمعاً فى كرم شفاعته يوم القيامة، و حلقات أخرى تتداول سيرة صاحب المسجد والمقام، وترديد ورد الطريقة التى يجب أن يكون أسبوعياً ، وأغلبهم يحددون يوم الجمعة لما فيه من نفحات ليكون ملتقى المريدين من أرباب ألطريقة.
مشاهد "الخلفاء" تتميز بقيادتهم لحلقات الصوفية فهم يبدؤون حلقات الذكر ببعض أبيات الشعر التى تتغنى فى حب "آل البيت"، وهذا ما تتميز به الطريقة الخليلية، والتى يقرؤون ورد به بعض العبارات منها الدعاء لصحاب الطريقة وهو الشيخ صالح أبو خليل قائلين "هو صالح فأصلح به أحوالنا واهدِ القلوب إليه حتى تهتدى، صلاة حبلى بكم لا تقطعوه فنحن بحبكم مستمسكون".
فهم يعتبرون الشيخ من القامات الصوفية الكبيرة ويقسمون حلقاتهم إلى حضرتين الاولى والثانية من كل شهر بجوار مقام "القنائى" والجمعة الثالثة والرابعة من كل شهر يجلسون بجوار المنبر، وهم يعتبرون التنوع فى تغير الأماكن لأخذ البركة كاملة، ثم تستمر الحلقة باستخدام الأناشيد والمدائح والتغنى فى حب "آل البيت".
وتأتى الطريقة "الحامدية " لتزين المسجد فهم الأكثر حرصاً على التواجد يوم الجمعة بصفة مستمرة،، يأخذون موقع فى أخر المسجد بالقرب من ضريح" القنائى"، ويتولى "الخليفة" وهو المداح الذى يقود الطريقة بقراءة أخر ثلاث سور من المصحف، ويكون "الخليفة" وهو المسئول من قبل أقطاب الطريقة على تعينة ليقود حلقات الذكر والمديح فى كافة المناسبات والحضرات التى تنظمها المريدين سواء فى منازلهم أو فى المساجد التى ترتبط بوجود أضرحة ومن بينها مقام "القنائى" ويقول أحد المريدين أن الخليفة هو ليس أقدمنا لكن فى الغالب يهربون منها لكونها مسئولية وقدر عظيم يجب أن يعمل بها من وضع فى هذه المكانة.
بينما يختلف دور محمد إبراهيم، خليفة الطريقة الصوفية الشاذلية بقنا، عند بدأ حلقة الذكر فهو يأتى حاملاً صندوق خشبى، يخترق به التجمع لتجمع يتجاوز أكثر من 70 شخص، يبدأ فى توزيع كتيبات قصائد الإنشاد الدينى للإمام البوصيرى على الحاضرين، لتبدأ "الحضرة" بإنشاد دينى وقراءة الفاتحة ثلاث مرات والصلاة على النبى محمد 10 مرات، ثم يبدأ "الخليفة" فى ترديد قصائد الإنشاد الدينى، وخلفه المريدين للطريقة.
وتجد أيضاً أشخاص يحرصون على جذب انتباه الزائرين فى مسجد القنائى، مثل عازف "الناى" يأتى يوم الجمعة حاملاً آلة موسيقية معروفة باسم "الغاب"، وهى آلة موسيقية مصنوعة يدوياً، يجلس هذا الرجل مادحاً النبى وأولياء الله الصالحين بطريقة جميلة ثم يختم بزيارة المقام بعض أن يقوم بتأدية بعض المقطوعات بإستخدام "الغاب" يطرب بها الحاضرين أمام المقام.
لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية