مخرجان أمريكيان يمتدحان "جيل ما بعد الثورة" من صناع الأفلام المصرية
قال المخرجان الأمريكيان البارزان "لو بيب" و"كيث فولتون" إنه صناع الأفلام الشباب فى مصر يمثلون "جيل ما بعد الثورة" فى هذا المجال، إذ أن مشاريع أفلامهم التى طرحوها خلال ورشة عمل فى المهرجان السينمائى الأخير بمدينة الغردقة تتضمن الحث عن الهوية والقيم المفقودة والحنين.
وتولى المخرجان الورشة لثمانية مخرجين مصريين، من بينهم كريم الشناوى مخرج فيلم "عيار نارى"، من خلال برنامج "عرض الأفلام الأمريكى" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية الذى استقدمته السفارة الأمريكية بالقاهرة للعام الثانى على التوالى.
وقال المخرج "لو بيب" لليوم السابع "إن مصر فى وسط تحول ثقافى كبير، ومن الواضح للعيان وجود الكثير من الوعى وأسئلة عن الهوية وعمن يكونوا، وسيبدأ الأمريكيون فى طرح المثل من هذه الأسئلة بشكل أكبر لأن الثقافة الأمريكية بدأت تتجه نحو التوتر الأهلى بين مختلف الأيدولوجيات فى ثقافتنا، ولكن كل هذا لم يرتق لمستوى السرد القصصى بعد. أما القصص التى طرحها صناع الأفلام فى الورشة، فيمكنك الشعور بصراع ثقافى لتعريف الهوية وما تم فقدانه من الماضى وكيفية المضى قدما واسترداد القيم الثقافية".
واستلم المخرج المصرى الشاب مينا نبيل جائزة قيمتها 10 آلاف دولار تمنحها السفارة الأمريكية عن فيلمه I am a script girl، والذى يوثق حياة كاتبة السيناريو الفرنسية "سيلفيت بودرو" التى ولدت وقضت طفولتها فى الإسكندرية.
وتحكى "بودرو"، وهى الآن فى التسعين من عمرها، فى الفيلم قصة حياتها من مصر إلى العديد من الأفلام العالمية، منها فيلم "ليون المحترف"، وهى الرحلة التى تشبه رحلة المطربة الراحلة "دليدة" فى بعض أجزائها، إلا أنها لم تحظ بذات الاهتمام فى مصر، ما جعل المخرج الواعد يسلط الضوء عليها. وتتضمن الجائزة متابعة موزع أمريكى لمينا نبيل، استعدادا لتوزيع الفيلم عالميا وبخاصة فى الولايات المتحدة.
كما اختار مهرجان لوس أنجلوس السينمائى، من خلال الشركة المنظمة "الفيلم المستقل"، العمل ذاته ليحصل مخرجه على تدريب مكثف لخمس أسابيع ليخرج الفيلم إلى النور بأفضل شكل ممكن.
وقدمت "لين روش"، نائبة مدير مكتب السياسات والشؤون العامة بوزارة الخارجية الأمريكية، الجائزة لمينا، إذ كانت الجائزة هى الأولى من نوعها التى تقدمها السفارة فى المهرجان، فكانت مشاركتها العام الماضى مقتصرة على ورشة عمل لكتاب سينمائيين مصريين من بينهم هيثم دبور، والذى اشترك فى المهرجان بفيلم "عيار نارى" هذا العام وفيلم "فوتوكوبى" العام الماضى.
وقال الملحق الصحفى بالسفارة الأمريكية "سام ويربرج" إن مشاركة السفارة الأمريكية فى المهرجان تأتى فى إطار قناعتهم كدبلوماسيين إن الثقافة من أهم أواصر التعاون، خاصة أن مصر لها ثقلها فى المنطقة كصانعة أفلام، بالإضافة إلى أن نجاح المهرجانات السينمائية المصرية سيعضد من قطاع السياحة فى البلاد. وتمنى سام ترجمة أو دبلجة المزيد من الأفلام المصرية حتى يتمكن أكبر عدد ممكن حول العالم من مشاهدة هذه الأعمال.
وأضاف أن من الممثلين المصريين المفضلين لديه هم أحمد حلمى ومحمد ممدوح وأحمد الفيشاوى وأمينة خليل.
أما المخرج "لو بيب"، فأوضح إنه وجد عوامل مشتركة بين مشاريع الأفلام للمخرجين المصريين بالورشة، ما جعله يدرك أن الجيل الحالى من صناع الأفلام فى مصر منشغل بفكرة الهوية والحنين والفقدان، مضيفا إن اللحظة الراهنة فى مصر تعد فرصة عظيمة للمخرجين لتسجيل ما تمر به البلاد من تغيرات.
وأضاف أن من بين اختلافات ثقافة الإخراج بين مصر والولايات المتحدة فى الوقت الحاضر هو عدم الرضا على المخرجين من الرجال فى الولايات المتحدة إذا أرادوا صنع فيلم يتعلق بالنساء أو المتحولين جنسيا، على أساس أن المخرجات هن الأقدر على التعبير عن بنى جنسهن، أما فى مصر فيستطيع الرجال ذلك.
وأعرب عن إعجابه بالمتدربين ووضوح رؤيتهم وحماسهم، وخص بالذكر المتدربات الخمس فى المجموعة لتمثيلهن منظورا فريدا لا يراه "بيب" فى الكثير من الأفلام، وشجعهن على تنفيذ مشاريعهن لأن "هذا هو الوقت المناسب لسماع أصوات النساء"، على حد قوله.
وعن صورة العرب فى أفلام هولييود، قال "لو بيب" لليوم السابع "إن هوليوود لازالت فى طور التعلم فى تمثيلها للنساء! إن الملونين والناس من خلفيات وجنسيات مختلفة، خاصة فى المناخ السياسى الحالى فى الولايات المتحدة، يثيرون مخاوف العديد من الأمريكيين. هم لا يفهمونهم ويؤثرون الابتعاد لخلق مفهوم الأخر".
ومن ناحية أخرى، أثنى المخرج على صناع الأفلام المصرية قائلا "هم يتطرقون لمواضيع إنسانية عميقة يمكن أن تلمس أى شخص. حتى بمشاهدة فيلم يوم الدين، هذا الفيلم يمكنه التحدث على مستوى عالمى بالرغم من أنه يتحدث عن قصة مصرية، ولكنه أعمق من ذلك ويلمس شيئا إنسانيا. عندما تستطيع السينما فعل ذلك فهذا هو مكمن قوتها".
وقال إن كون "يوم الدين" هو الفيلم الروائى الأول لكريم الشناوى، فهذا أمر رائع ويدل على أنه مخرج موهوب وله مستقبل مشرق.
ومن جانبه، قال المخرج "كيث فولتون" فى حوار أخر مع اليوم السابع "إن هناك العديد من العوامل المشتركة بين مشاريع المتدربين، وهى العوامل المرتبطة باللحظة الراهنة فى تاريخ البلاد من أسئلة على الهوية والحنين الثقافى، وهو ما بدا له كجيل صناع الأفلام ما بعد الثورة".