التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:19 م , بتوقيت القاهرة

حكايات متفوقين فضلوا التعليم الفنى على الثانوية العامة

سوق الرجال  يحتاج إلى  عمل وصنعة لكسب المال الحلال، وإذا كان التعليم هو الوسيلة  لصنع شباب يستطيع مواجهة التطور العالمى،  فإن العمل أيضًا يساعد  على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، ويضمن  مستقبل أفضل، محدد الأهداف، لذا فالأمل فى بدء حياة أفضل يكمن فى التوازن بين الاثنين.

كانت هذه المبادئ هى ملخص الحوار مع عدد من طلبة مدرسة الشاطبى الثانوية الصناعية الميكانيكية، إحدى مدارس التعليم الفنى، قسم الصناعات،  والتى يتعلم فيها الطلبة، إضافة إلى التعليم الأساسى،  عدد من المهن الحرفية، مثل صيانة السيارات والميكانيكا، وأجهزة التكييف والتبريد،  والمهن الكهربائية، ليتخرج منها  طالب بدرجة رجل.

التقينا عددا من الطلاب الذين تميزوا فى دراستهم الإعدادية، وفضلوا الالتحاق بمدراس صناعية، لعدة أهداف، كان أبرزها تعلم صنعة وحرفة، تؤهله لاقتحام سوق العمل مبكرًا، والحصول على وظيفة داخل الأسواق الخليجية، بعد أن تأكدوا أن التعليم الفنى أسهل الطرق للحصول على فرصة عمل حقيقة داخل المصانع والأسواق العالمية.

أحمد محمد أحمد، حصل على  235  درجة فى الإعدادية، مجموع يؤهله بشكل كبير لدخول الثانوية العامة التى تقبل من 215، قال: "منذ سنوات، وأنا أعمل فى فترة الإجازة الصيفية، بورشة للتبريد والتكييف، وأحب العمل بها كثيرًا، وتمنيت كثيرًا أن أساعد "الأسطى" بشكل عملى، لصنع التكييفات، وكان حلمى أن أدرس ما أعمله وأحبه بالفعل، والثانوية العامة كانت ستحول بين ما أرغب فيه و ما أدرسه".

أما رامز خالد عطية 16 سنة، فقد حصل على مجموع 249 بالإعدادية، ورأى أن رغبته فى تحقيق حلم السفر بالخارج لن يتحقق  إلا إذا وصل للشروط التى ترغب بها المصانع فى هذه الدول، وهى دراسة مهنة حرفية، وليس مجرد الحصول على شهادة بمؤهل جامعى، ينتظر بعدها الوقوف فى طابور البطالة.

ويرسم رامز ملامح مستقبله قائلأً: "سوف أنهى دراستى فى التعليم الفنى خلال ثلاثة سنوات، وبعدها أسافر إلى دولة الكويت، التى ترغب فى خريجى التعليم الفنى، وهذه الدول تأخذ بالخبرة أكثر من الشهادة".

وأضاف رامز: "أهلى كانوا خائفين من التحاقى بمدارس الصناعى، بسبب ما يتردد حول سوء سمعة الطلاب بها وتعاطيهم المخدرات، و تناولهم السجائر، والتعامل ببلطجة، ولكن حين التحقت بها وجدت أن هذه المدارس تخرج رجالا، ومن يرغب فى أن يكون رجلا سيتحمل المسئولية، ومن لا يرغب سيسلك طريقًا آخر مثله مثل طالب الثانوية العامة وغيرها، فالأمر ليس مقتصر على التعليم الصناعى".

وعلى الرغم من أن محمد  أشرف  حصل على مجموع  240  درجة، ووالده يعمل مهندسًا كهربائيًا، إلا أن قرار اختياره التعليم الفنى، جاء بناء على رغبته فى الوصول بطريق مضمون لمبنى كلية الهندسة التى يرغب أن يلتحق بها،  ويخشى ألا تحقق منظومة الثانوية العامة له ما يتمناه، فتركه والده ليفعل ما يرغب به، والتحق بالثانوية الصناعية، محددًا أهدافه بإنهاء الثلاث سنوات الأولى، ثم الالتحاق بمعهد عامين يؤهله بعد ذلك لدراسة الهندسة قسم الميكانيكا.

وتابع محمد:" تعلمت قيادة السيارات من والدى، وحل بعض المشكلات التى تواجهها، وتمنيت أن أتخصص فى هذا المجال، فبحثت كثيرًا لأجد أن الحل الأفضل يكمن  فى مدرسة الشاطبى الثانوية الميكانيكية، التى تؤهلنى بشكل أفضل للوصول إلى حلمى بكلية الهندسة، بالإضافة إلى العمل منذ اليوم الأول على أعمال الصيانة وغيره، والتحقت بقسم التبريد والتكييف، لأكتسب صنعة أخرى، مهمة فى الحياة الآن، وهى صيانة التكييفات والمبردات".

أما عماد ممدوح، فهو أحد المتفوقين فى الدارسة الإعدادية، وحصل على مجموع 250 درجة،  وفضل الالتحاق بالتعليم الفنى، قائلًا: أضمن مستقبلى هنا عن الالتحاق بالثانوية العامة، سواء لو رغبت فى دخول كلية الهندسة، أو العمل بجانب الدراسة، لأنى أتعلم حرفة ومهنة يتمناها الكثيرون، ولكنهم يخافون من الابتعاد عن التعليم.

وأضاف: "قد أدخل الثانوية العامة، ولا أستطيع تحقيق تفوق يؤهلنى لكلية عليا، وانضم إلى طابور البطالة فى انتظار وظيفة تلائم مؤهلى، ولكن التعليم الفنى مستقبل العمل به مضمون فى مصر و دول العالم كله

أما محمد جابر، الطالب الحاصل على مجموع 240 درجة فيقول: "أحلم بعمل مشروع خاص بى منذ فترة، واكتشفت أن تعلم حرفة وصنعة هو الطريق الأفضل لذلك، فالتحقت بقسم التبريد والتكييف بالمدرسة، وقد أخرج منه أفتح محل خاص بى".

 

 

 

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية