خاص.. كيف تشابهت تغريدات حمد بن جاسم مع رسائل "القرضاوي"؟
يبدو أن تنظيم الحمدين - حكومة قطر - اتخذ من ساحة موقع التدوينات القصيرة، "تويتر" منصة لإرسال رسائل إلى دول الرباعي العربي، بشكل غير مباشر؛ الأمر الذي بدأ يلوح في الأفق منذ أن قرر أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، البدء في التغريد عبر حسابه على "تويتر"، ثم ظهور رئيس الوزراء القطري السابق، ووزير الخارجية القطري السابق أيضًا، حمد بن جاسم بن جبر.
"حمد بن جاسم" حاول في سلسلة من التغريدات أمس الجمعة، أن يتقارب مع المملكة العربية السعودي، معُلنًا أن حل الأزمة القطرية، يكمُن في الرياض، قائلًا: "دائمًا كان الحل في الرياض عندما كانت الرياض لا تحتاج لبيان مزور باسم أمير قطر حتى تقول رأيها وتبدي غضبها الذي كان دائمًا يؤخذ في الاعتبار، فأهلًا بالرياض وبحل الرياض متى ما كانت الرياض المعهودة لكل دول المجلس بعيدًا عن المهاترات والصغائر.. ما زال لدينا أمل في ذلك..".
وتزامنت تغريدة للداعية الهارب بقطر، يوسف القرضاوي، مع تغريدات "بن جبر"، كما تشابهت معها في المضمون؛ فقد جاءت قبيل ما يقرب من ساعة؛ منها، وقال فيها: "ليس للأتباع عذرٌ أن يسيروا وراء الكبراء والسَّادة المُضلِّين؛ لأنَّ الله أعطاهم عقولاً يفكِّرون بها، أعطاهم مَلَكَات، أعطاهم إرادةً يُرجِّحون بها، لماذا تنازلوا عن عقولهم؟! لماذا تنازلوا عن إنسانيَّتهم وساروا وراء هؤلاء، ومَشَوْا في ركابهم أتباعًا؟!".
الصحفية المتخصصة بقضايا الارهاب، هدى الصالح، فسرّت ذلك الأمر، قائلة: "القرضاوي هو المستشار الأول للسلطات القطرية في علاقاتها مع جماعات الإسلام السياسي وتحديدًا جماعة الإخوان، ونستطيع أن نعتبره من مصادر التفكير والتنظير للسلطات القطرية، وتغريدته تتضح فيها الإشارة إلى طاعة الكبير محاولًا أن يعطي ذلك مبررًا دينيًا، وحمد بن جاسم بن جبر كان هو المحرك الفعلي خلال العقدين الماضيين بمجمل سياسيات قطر المثيرة للريبة والغضب، والتي على أساسها حصلت المقاطعة العربية الرباعية".
وأضافت في تصريحاتها لـ"دوت مصر" أن "تغريدة القرضاوي تلك تحمل ذات المضمون بأنه يريد الإقرار للرياض أنها هي الكبيرة، وبذات الوقت يريد تطويع السياسات السعودية بالسياسات القطرية، موهومًا بأنه يقدم احترامه للرياض؛ فنرى أن الرابط في ذلك الإنصياع للكبير بشرط أن يتبع سياسات الصغير، وهذه هي المفارقة العجيبة التي اعتاد عليها النهج القطري الإخواني في مراوغاته".
وأكدت "الصالح" على أن المضمون والهدف بين تغريدتي "القرضاوي" و"بن جاسم" واحد؛ إلا أن "القرضاوي" يعبر عن الهدف بالتوظيف الديني، بينما "بن جبر" ينحو إلى الجانب السياسي، وقالت: "أحدهما إتخذ خطابًا يتبنى الشعبوية بالتوظيف الديني الشرعي، وآخر يدعي الحنكة السياسية، ولكن النوايا واحدة".
اقرأ أيضًا: خاص.. تعرف على أسباب تفعيل حمد بن جاسم لحسابه على "تويتر"
فيما أكد المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، عبر سلسلة من التغريدات على حسابه الرسمي على "تويتر"، على أن قرار دول الرباعي العربي جاء بعد تجاوزات السلطة القطرية المتكررة وعدم الإيفاء بتعهداتها التي قطعتها على نفسها أمام الجميع، وقال: " نعم لا حل إلا بالرياض مهما حاولتم. وأنت أكثر من يعلم أن لا أحد في العالم يستطيع فرض شيء عليها.. هي الرياض التي قلتم عنها ما قلتم في تسجيلاتكم مع القذافي وتآمرتم عليها، وهي الرياض التي التزمتم فيها باتفاق ٢٠١٣ والاتفاق التكميلي ٢٠١٤ مع الجميع وأمامهم ونكثتم بعدها كل عهودكم وقسمكم.. هي الرياض التي لم تتآمر مع الخارج ضدكم.. هي الرياض التي لم تزرع في دولتكم وغير دولتكم خلايا وتنظيمات لهدم الدول الشقيقة.. هي الرياض التي سامحتكم على تآمركم مع القذافي، على مؤامرتكم لاغتيال مليكها، على تمويلكم لمعارضيها، على تسخير ملياراتكم لبناء منصات إعلامية ضدها".
وأضاف: "هي عاصمة القرار.. هي الرياض التي لا يضرها تآمر دولة لا تتجاوز مساحتها أحد أحيائها.. هي رياض سلمان بن عبدالعزيز الذي أعطاكم أكثر من فرصة لتقويم سلوككم والبعد عن مراهقتكم.. هي الرياض التي سبق وأن ذكرت جزءًا بسيطًا من صبرها عليكم في سلسلة منشورة بعنوان #كشف_الحساب.. هي رياض سلمان الحزم ومحمد العزم.. منحتكم الرياض الفرصة بعد الفرصة، حتى غركم منها صبرها وطول بالها.. هي الرياض التي تنزلت معكم بالشروط الـ ١٠.. هي الرياض التي استقبل ولي عهدها مكالمة أميركم بقلب مفتوح وصبر بالغ بعد الأزمة فكذبتم وقلتم ببيانكم بعد لحظات أن اتصالكم كان بتنسيق غربي كامل فكان الرد الصاعق الذي تعرفون.. هي الرياض التي لم يقل وزير خارجيتها ورئيس مجلس وزرائها في تسجيل سمعه العالم أنه يتعاون مع إسرائيل ضدها.. هي الرياض التي لم تدعم جماعات الإرهاب في مصر وليبيا وغيرها.. هي الرياض التي لم تطعن ظهر حليفها باليمن.. هي الرياض التي أغضبتم فذوقوا طعم غضبها فهي مشغولة عنكم ولستم من أولوياتها..".
اقرأ أيضًا: أمير قطر على «إنستجرام».. هل يحاول الهرب من المواجهة عبر «تويتر»؟