يرى المحلل السياسي السعودي، الباحث في العلاقات الدولية، سامي البشير المرشد أن زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الجارية للولايات المتحدة الأمريكية، تحمل أهمية  خاصة، كونها جاءت بعد زيارتين ناجحتين لكل من مصر وبريطانيا، إلى جانب أسباب منها العلاقات التاريخية والاستراتيجية الطويلة والراسخة بين البلدين، وكذلك المصالح المشتركة بينهما؛ فأمريكا تنظر إلى المملكة بأنها من أهم حلفاءها على كافة المستويات، كما أن السعودية تتشارك مع الولايات المتحدة في وجهة النظر حول العديد من ملفات المنطقة.

وقال في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر": "السعودية تُمثل مع مصر والإمارات، وعدة دول عربية أخرى محور الاعتدال العربي الذي يحاول العمل بشكل وثيق مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لمعالجة مشاكل المنطقة ومنع إيران من الاستمرار في العبث بأمن الدول العربية، كما يحدث في سوريا واليمن والعراق ولبنان".

وأضاف "المرشد" أن "السعودية ستحاول من خلال هذه الزيارة الهامة أن تقنع الإدارة الأمريكية بأن تتخذ قرارات ومواقف حاسمة من ملفات المنطقة العربية، كما ستتحدث معها باسم الدول العربية مجتمعة في الشأن الإقليمي، وأيضًا سيكون الملف النووي الإيراني والصواريخ البلاستية من أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، حيت سيطلب ولي العهد من أمريكا أن تعيد النظر فيه، وأن يعاد طرحه ليشمل تدخلات إيران ودعمها للمليشيات الطائفية والإرهابية التي تشلّ الوضع في المنطقة العربية وتخل بالأمن القومي العربي بشكل فاضح".

وتابع السياسي السعودي في تصريحاته بأن "المملكة ستؤكد على حقها وحق العرب بامتلاك السلاح النووي إذا امتلكت إيران ذلك لردعها وايقافها عند حدها، كما سيكون هناك نقاش حول الجوانب الاقتصادية والمصالح الثنائية المشتركة، خاصة بعد الإصلاحات الضخمة والتاريخية التي حدثت في المملكة مؤخرًا، ومشاركة الشركات والخبرة الأمريكية في المشاريع العملاقة التي تم الإعلان عنها".

والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، الثلاثاء، مشيدًا بالعلاقات الثنائية، واصفًا إياها بـ"العظيمة"، قائلًا: "العلاقات الأمريكية السعودية أفضل من أي وقت مضى". كما لفت "ترامب" إلى أن قمة الرياض التي عقدت في مايو من العام الماضي، شهدت أفضل الاجتماعات التي عقدها، مؤكدًا على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل مع السعودية بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب من أي جهة كانت.

من جانبه كشف الأمير محمد بن سلمان في الللقاء ذاته عن العمل على خطة لاستثمار 200 مليار دولار بين البلدين، مشيرًا إلى أن المملكة نفذت 50% من اتفاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية.  كما شدد على أن أساس العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية قوي وعميق، مؤكدًا على حرص المملكة على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ودعائم الصداقة القوية بين البلدين.

ووصل الأمير محمد بن سلمان صباح الثلاثاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية بناء على توجيهات العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، من المقرر أن تمتد إلى أكثر من أسبوعين.

اقرأ أيضًا..

خاص.. منصور الخميس: وادي السيليكون من أهم أهداف زيارة محمد بن سلمان لواشنطن