خلال زيارته باكستان.. الـ"ظريف" الإيراني يسعى لتخريب علاقة إسلام آباد بالرياض
بدأ وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، زيارة إلى باكستان، اليوم الثلاثاء، وذلك لإجراء مشاورات مع المسؤولين الباكستانيين، في إطار رغبة طهران في زيادة مستوى التنسيق السياسي بين البلدين، بالإضافة إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي في المرحلة المقبلة.
وبحسب التصريحات الصادرة عن الخارجية الإيرانية، فإن أهداف هذه الزيارة تتمثل في السعي لتسهيل وتوفير الفرص المناسبة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خاصة في القطاع الخاص في إيران وباكستان.
إلا أنه بالرغم من حالة التركيز الإيراني على مسألة التعاون الاقتصادي بين إيران وباكستان، باعتباره الهدف الرئيسي للزيارة التي يقوم بها المسؤول البارز في الحكومة الإيرانية لإسلام آباد، تبقى هناك أهداف أخرى تتمحور حول السعي الإيراني لاستعادة علاقات التحالف بين إيران وباكستان، وذلك بعدما شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تراجعا كبيرا في الأشهر الماضية.
تغيير عميق
ولعل إحدى أهم علامات التراجع في العلاقات بين البلدين تمثلت في القرار الذي اتخذته الحكومة في إسلام آباد بإرسال وحدة عسكرية إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما يمثل تغييرا عميقا في الموقف المحايد لباكستان تجاه الصراع السعودي الإيراني منذ بدايته، وهو الأمر الذي بدا واضحا في رفض البرلمان الباكستاني في عام 2015 المشاركة في التحالف العسكري لإعادة الشرعية في اليمن، وهو الأمر الذي ربما أثار حفيظة السعودية إلى حد كبير.
يقول الكاتب الأمريكي توم روجان، في مقال منشور له بصحيفة "واشنطن إكسامينر": "حكومة باكستان كانت تخشى التدخلات الإيرانية في باكستان، حيث أن طهران حاولت استخدام السكان الشيعة المتواجدين لدى جارتها خلال السنوات الماضية كورقة ضغط على النظام الباكستاني، من أجل تحييده تجاه الأزمة التي تشهدها اليمن منذ بدايتها، وهو ما يفسر حيادية باكستان وحرصها على عدم استفزاز طهران منذ البداية".
تحدي طهران
إلا أن القرار الذي اتخذته باكستان بإرسال وحدة عسكرية إلى السعودية يمثل تحديا كبيرا لطهران، خاصة وأنها تقوم في الأساس بمهام تتعلق بالتدريب وتقديم المشورة العسكرية، في ضوء التهديدات الكبيرة المحيطة بالمملكة العربية السعودية في المرحلة الراهنة جراء استهداف الأراضي السعودية من قبل الميليشيات الحوثية في اليمن، والتي تحظى بدعم كبير من إيران، وهو ما اعتبره البعض ردا على الاستفزازات الإيرانية لباكستان، وذلك إثر التهديدات التي أطلقها رئيس الأركان الإيراني "محمد باقري" بضرب قواعد عسكرية داخل باكستان، إثر مقتل 10 من حرس الحدود الإيراني في أبريل الماضي.
تقول الكاتبة الباكستانية، فرح جان، في مقال منشور لها بصحيفة "أراب نيوز" السعودية، إن الدبلوماسية السعودية اعتمدت طيلة 45 عاما على حليفين رئيسيين هما مصر في الغرب، وباكستان في الشرق باعتبارهما ركيزتين مرتبطتين بالأمن القومي السعودي، موضحة أن الحفاظ على العلاقات مع هاتين القوتين يعد أولوية قصوى بالنسبة للمملكة في المرحلة الراهنة، وبالتالي فعلى السعودية أن تتجاوز ما وصفته بـ"الخطأ"، في إشارة إلى رفض البرلمان الباكستاني لفكرة المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، من أجل عدم السماح لإيران باستقطاب إسلام آباد في الصراع الراهن.
رسالة إيران
ولكن يبقى التساؤل حول ما إذا كان الهدف من الزيارة التي يقوم بها المسؤول الإيراني إلى باكستان تقتصر في أهدافها على مجرد استعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أم أنها تحمل رسائل أخرى تتعلق بوجود القوات العسكرية الباكستانية في المملكة العربية السعودية.
يبدو أن الوجود العسكري الباكستاني في السعودية كان على رأس الأولويات في أجندة وزير الخارجية الإيراني، خلال زيارته إلى باكستان، وهو الأمر الذي بدا واضحا في تصريحاته، التي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية، حيث أكد أن بلاده ستكون أول من يقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في حال تعرضت الأخيرة لعدوان خارجي على حد تعبيره، وذلك في محاولة منه للتقليل من شأن التهديدات التي تشهدها السعودية جراء الهجمات التي تطلقها الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران، والتي تستهدف الأراضي السعودية.