دعوات الانتخابات المبكرة في إيران.. احتواء غضب أم إقصاء لـ روحاني؟
في الوقت الذي تعاني فيه إيران من الاحتجاجات جراء السياسات التي يمارسها النظام الحاكم، بدأت دعوات لفكرة إجراء انتخابات مبكرة في الدولة الفارسية من خلال بعض الساسة الموالين لنظام الملالي الحاكم فعليا، على رأسهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت القيادة الدينية تسعى لاستغلال التطورات التي يشهدها الشارع الإيراني للإطاحة بمنافسيها المعتدلين، وعلى رأسهم الرئيس الإيراني حسن روحاني.
الدعوة الجديدة بإجراء انتخابات مبكرة، التي تحمل في طياتها هدف الإطاحة بالرئيس الإيراني، لاقت دعما ضمنيا من قبل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي، الذي أكد أن هناك بالفعل تحديات عميقة في الداخل الإيراني بالتزامن مع اقتراب الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية. وأضاف "ينبغي أن نعتذر إلى الله وشعبنا العزيز."
كبش فداء
وعلى الرغم من المشهد الإيراني الحالي ليس بجديد تماما عن الساحة السياسية الإيرانية، إلا أن الدعوة الصادرة من القيادة الدينية في إيران تثير التساؤلات حول ما إذا كان اعتذار خامنئي اعترافا بالمسئولية أم هي مجرد محاولة لاستغلال التظاهرات الحالية من أجل إقصاء خصومه السياسيين عن المشهد السياسي.
ولعل المفارقة في هذا الإطار تتمثل في أن أحمدي نجاد كان بطل المشهد القمعي في 2009، في أعقاب انتخابه لفترة رئاسة ثانية، حيث اتجه نحو استخدام القوة المفرطة لقمع المتظاهرين بمباركة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وقوات الحرس الثوري، وبالتالي فإن اقتراح الرئيس السابق وتصريحات مرشده الأخيرة تبدو محاولة لتقديم روحاني ككبش فداء لاقصاء التيار المنافس، والحفاظ على وجود النظام الإيراني.
مسئولية خامنئي
إلا أن المعضلة الرئيسية التي يواجهها النظام الإيراني تتمثل في أن معارضي النظام يدركون أن المشكلات التي تواجههم هي في الأساس مسئولية رأس النظام، والمتمثل في مرشد الثورة.
من جانبه قال المعارض الإيراني البارز مهدي كروبي أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية هو المسئول الرئيسي عن الاخفاقات التي تشهدها إيران في الآونة الأخيرة، وبالتالي فعليه أن يتحمل المسئولية كاملة عن ذلك.
قال كروبي، في خطاب لخامنئي، "باعتبارك الحاكم الفعلي للبلاد لأكثر من 29 عاما، فعليك أن تدرك أن الموقف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد في الوقت الحالي هو بمثابة نتيجة مباشرة لسياساتك وتوجيهاتك."
الكراسي الموسيقية
ويبقى التساؤل حول ماهية التغيير المرجو في إيران، وعما إذا كان مسئولو طهران يدركون المطالب الحقيقية للجماهير الغاضبة، أم أن المسألة تبقى في إطار لعبة الكراسي الموسيقية، والتي تهدف للإطاحة بالخصوم من أجل الحفاظ على وجودهم في السلطة.
يقول الكاتب الإيراني جامشيد شوكسي، في مقال منشور له بموقع "فوكس نيوز"، أن النظام الحالي في طهران يسعى بكل طاقته من أجل الاحتفاظ بالسلطة، موضحا أن التضحية بالحكومة لم تبدأ الآن، ولكن منذ الانتخابات الإقليمية في 2012، حيث تم منع ألاف المرشحين من التيار الاصلاحي، من أجل الاحتفاظ بسيطرة المتشددين على البرلمان، وهو الأمر الذي من شأنه تقويض سلطة روحاني وحكومته، وبالتالي فإن استخدام التظاهرات الراهنة للتضحية بروحاني يبدو أمرا منطقيا في ضوء سياسات الحكومة الإيرانية.
إقرأ أيضا
رغم رفضه الاتفاق مع إيران.. هل يكرر ترامب صفقة أوباما مع كوريا الشمالية؟