خاص.. مبارك آل عاتي: لندن والرياض تدركان المخاطر الإيرانية حول العالم
أكد المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي على متانة العلاقات السعودية البريطانية، منذ القدّم، قائلًا: "ما بين تاريخ أول زيارة قام بها أول وفد سعودي في 1919، إلى تاريخ زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الجارية لبريطانيا، نقترب من إكمال قرن كامل من الحلف المتين المتميز بالقوة والمتانة والعمق، المبني على قاعدة صلبة من الصدق والوضوح الهادف لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين".
لقاءات دورية
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"دوت خليج" أن "قيادات المملكتين حرصوا على الالتقاء بشكل دوري عبر القمم وعبر زيارة الوزراء والمبعوثين للتباحث في كل ما يهم الطرفين، في كافة المجالات وتحديدًا الاقتصاد والسياسة، فمنذ عام 1979 تاريخ أول زيارة ملكية قامت بها الملكة إليزابيت الثانية للمملكة العربية السعودية حتى مارس 2018، شهدت علاقات البلدين تطورات هامة جدًا أثبتت عبر الأحداث مدى قوتها ورساختها".
حقبة جديدة في العلاقات
وقال "آل عاتي": "زيارة الأمير محمد وهي تندرج في إطار عقد القمم بين الدولتين، تُدّشن حقبة جديدة في علاقات ثنائية تعمل على تحقيق وتفعيل شراكة قوية تحقق مصالح واسعة النطاق لكل من الرياض ولندن. كما أن أهمية هذه الزيارة تنبع من أنها تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة ذات الاعتماد المتبادل بين هاتين القوتين؛ فالسعودية قائد ورائد العمل الإسلامي والعربي، وتملك قيادة الدول الإسلامية بحكم ما تملكه من ميزات إسلامية وسياسية وثروات طبيعية، وبريطانيا تقوم بدور الدولة العميقة في الغرب كله، وليس في أوروبا فقط، ما يعني أن التعاون السعودي البريطاني الوثيق سيسهم في تحقيق الاستقرار لمنطقتنا وللعالم؛ فكلا الدولتين تقومان بدور محوري في قضايا المنطقة ويملكان حلول كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
تحول استراتيجي
وأشار المحلل السياسي السعودي البارز إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان الجارية إلى بريطانيا، تأتي في وقت تشهد فيه المملكتان، تحولًا استراتيجيًا؛ فبريطانيا تعمل وفق "البريكست" للخروج من الإتحاد الأوروبي، ما يؤكد حاجتها للانفتاح على الاقتصاديات الناجحة والموثوقة كالسعودية. كما تمُر السعودية أيضًا بمرحلة تحول وفق رؤيتها الطموحة 2030، في كافة أجهزتها وأنظمتها وبناء اقتصادها وفقًا لمتطلبات المستقبل، وهذا يجعل من بريطانيا جهة موثوقة، تُسهِم في الاستثمار عبر شركاتها في مشاريع التحول السعودي".
إيران والإرهاب
تابع في تصريحاته بأن "السعودية وبريطانيا تتقاسمان إشكالية مكافحة الإرهاب ويعملان بشكل وطيد في الحرب على الإرهاب من خلال تبادل المعلومات الإستخباراتية، وتقديم الدعم المالي والعسكري لكل مجهود أممي لمكافحة التطرف والتشدد، كما أن لندن والرياض يدركان الدور الخطير الذي تلعبه إيران في المنطقة والعالم من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية وتدخلها السافر والمستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية، هذا إلى جانب رؤية البلدين المتطابقة تجاه حلّ القضية الفلسطينية، والمبني على حل الدولتين".
وأخيرًا، يتوقع "آل عاتي" أن المباحثات الثنائية التي يجريها الأمير محمد بن سلمان، مع القيادة البريطانية أثناء زيارته، ستفتح آفاق أرحب لمستقبل علاقات البلدين، والمنطقة العربية ككل.
ووصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، صباح الأربعاء، إلى بريطانيا، والتي تُعد المحطة الثانية، بعد انتهاء زيارته لمصر، أمس الثلاثاء، في إطار أولى جولاته الخارجية، منذ تعيينه وليًا للعهد في يونيو من العام الماضي. فيما وصف بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، زيارة الأمير محمد بن سلمان بأنها "فصل جديد" في العلاقات بين لندن والرياض.
اقرأ أيضًا..
خاص.. عبدالله العساف: هناك رؤية سعودية بريطانية مشتركة تجاه كثير من أزمات المنطقة
5 مؤشرات تعكس مكانة الأمير محمد بن سلمان لدى بريطانيا.. تعرف عليها