التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:19 م , بتوقيت القاهرة

"بي بي سي" و"نيويورك تايمز".. لماذا يستهدف الإعلام الغربي مصر والسعودية ؟

بعد أيام من تقارير شبكة "بي بي سي" الإخبارية، والتي استهدفت تشويه صورة مصر، ومؤسساتها الأمنية عبر ترديد الدعايا التي تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها، شرعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في إطلاق حملة جديدة لاستهداف المملكة العربية السعودية، في ضوء خططها لتحقيق التنمية الاقتصادية، لخدمة إيران.


ونشرت الصحيفة الأمريكية تقريرا مطولا حول السياسات السعودية التي تدور في مجملها حول تنويع مصادر الاقتصاد في المملكة، وكذلك تنويع دائرة الأصدقاء، لتشمل دولا ربما لديها خلافات مع المملكة، من بينها روسيا والصين، بالتزامن مع مقال افتتاحي بالجريدة حول دخول السعودية إلى عالم الطاقة النووية، والتشكيك في نية المملكة في استخدامها سلميا.


تشويه مصر


حملة "بي بي سي" التي استهدفت في الواقع تشويه السلطات الأمنية في مصر، عبر الحديث عما يسمى بـ"الاختفاء القسري" بالتزامن مع الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية بالمشاركة مع قوات الأمن، لتطهير سيناء من البؤر التكفيرية؛ تعكس خدمة أهداف جماعة الإخوان وحلفائها سواء في قطر أو تركيا لتقويض مصداقية الدولة المصرية أمام الشعب، وبالتالي إثارة الفوضى في الداخل المصري.


من جانبها، علقت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر على تقرير "بي بي سي"، معتبرة أن التقرير انطوى على الكثير من التناقضات والأكاذيب بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر.


استهداف السعودية


على الجانب الآخر، سعت صحيفة "نيويورك تايمز" عبر تقاريرها إلى إثارة الشكوك في الإجراءات التي تتخذها السعودية في إطار تنويع مصادر الاقتصاد، والانطلاق إلى عصر جديد يهدف إلى استخدام الطاقة النووية.


التقارير، التي نشرتها الصحيفة الأمريكية البارزة، تتزامن مع اقتراب زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، في إطار جهوده الكبيرة التي تهدف إلى جذب المستثمرين وطمأنتهم حول المستقبل الاقتصادي للمملكة.


ازدواجية واضحة


ولعل الملفت أن استهداف المنابر الإعلامية الغربية يأتي لخدمة مصالح القوى الإقليمية غير العربية في منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها تركيا وإيران، خاصة مع نبرة التعاطف الواضحة التي تتبناها تلك المنابر مع تلك الدول.


الموقف الذي تبنته المنابر الإعلامية الغربية الداعم للاتفاق النووي الإيراني يبقى شاهدا على الازدواجية وغياب الموضوعية، ففي الوقت الذي تناولت فيه بعض المنابر الغربية، وعلى رأسها "نيويورك تايمز"، مخاوفها جراء دخول المملكة عصر الطاقة النووية، نجدها كثيرا ما أطلقت سهام الانتقاد بحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جراء تحفظه على الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران في يوليو 2015.