بعد التصريح الذي أدلى به وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والذي أكد أن الولايات المتحدة هي الوسيط الوحيد في الوقت الراهن لإنهاء الأزمة الخليجية، يبدو أن تنظيم "الحمدين" الحاكم في الإمارة الخليجية يسعى إلى دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التدخل في لإنهاء أزمتهم.

التصريح القطري ربما أثار تساؤلات عدة لدى الكاتب الأمريكي حسين إيبيش، والتي تدور في مجملها حول مدى فهم الإدارة الأمريكية لطبيعة الخلاف بين قطر وجيرانها الخليجيين، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدد ما إذا كانت إدارة ترامب قادرة على القيام بدور فعال لإنهاء الأزمة أم لا.

يقول الكاتب الأمريكي، في مقال منشور له بوكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الخلاف بين قطر وجيرانها الخليجيين هو في الأصل خلاف أيديولوجي يدور حول رؤية كلا منهما لجماعة الإخوان، ففي الوقت الذي تدعم فيه قطر جماعة الإخوان الإرهابية، وتحاول الترويج لها باعتبارها ممثل للتيارات الإسلامية المعتدلة، فإن الدول الأخرى تضعها في قائمة التنظيمات الإرهابية.

وأضاف الكاتب أن الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تنظر إلى دعم قطر للجماعة سواء بالمال أو السلاح في مختلف الدول العربية يمثل تهديدا صريحا على اعتبار أن الجماعة لا تقدم بديلا معتدلا للتيارات المتطرفة، ولكن على العكس، فإنها تدفع السياسة بطريق التطرف والعنف.

وأضاف الكاتب أن جماعة الإخوان تشارك العديد من التنظيمات المتطرفة والمدرجة على القوائم الدولية كتنظيمات إرهابية، وعلى رأسها داعش والقاعدة، العديد من الطموحات والأفكار القائمة على إحياء الخلافة الإسلامية، وهو الأمر الذي يضع الجماعة المتطرفة في نفس الكفة مع التنظيمات المتطرفة الأخرى.

واوضح الكاتب أن الولايات المتحدة ربما عليها أن تختار بين طريقين لكي تسلك في إحداهما في المرحلة الحالية، الأول هو أن تترك الأزمة، بحيث يتمكن أطراف النزاع من إيجاد حل بأنفسهم، وهو الطريق الذي ربما تسلكه حاليا إدارة ترامب، بينما يبقى الطريق الثاني هو أن تقوم الإدارة الأمريكية بالتوسط بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى حل وسط، وهو الأمر الذي ربما يبدو صعبا للغاية في ظل إصرار كل طرف بموقفه. 

اقرأ أيضًا..

بعد نكران الجميل.. قطر تواصل إساءاتها للكويت منذ بداية الأزمة