التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 05:16 ص , بتوقيت القاهرة

مغامرة أردوغان بغاز شرق المتوسط تحرج حليفته قطر.. وأمريكا تلوح بـ"الجزرة"

حالة من اليقظة المفاجئة أصابت الإدارة التركية حول حقها المزعوم في غاز شرق المتوسط، وهو ما دفع أعضاء النظام الحاكم في تركيا إلى الإدلاء بالعديد من التصريحات الاستفزازية تجاه الدول التي تنظر إليها تركيا باعتبارها خصوما، وعلى رأسها مصر واليونان وقبرص، بينما بعثت برسائل أخرى إلى الحلفاء، وعلى رأسهم قطر وإيطاليا، مفادها التحذير من التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.


ولعل الموقف التركي من معاهدة ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص دليل دامغ على إصرار النظام التركي على مواصلة سياسة الاستفزاز تجاه البلدين، سواء من خلال التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو حول عدم قانونية المعاهدة من جانب، أو قيام تركيا باعتراض سفينة تابعة لشركة "إيني" الإيطالية أثناء قيامها بالتنقيب عن الغاز في المياه القبرصية، في موقف يعكس تصعيد تركيا.


مناورات خطرة


الاستفزازات التركية على ما يبدو لن تتوقف على مصر وقبرص، حيث أن هناك إشارات واضحة لدخول دول أخرى على خط الصراع الذي يحاول أردوغان اختلاقه في المرحلة الراهنة، من بينها اليونان، والتي اتهمت تركيا بالقيام بمناورات خطرة في المياه الإقليمية اليونانية في انتهاك صريح للقواعد البحرية.


يقول الباحث الأمريكي، إكساندر سنايدر، في تقرير منشور له بمركز "جيوبولتيكال فيوتشرز"، إن التحرك التركي لم يقتصر في استفزازه على كل من اليونان وقبرص ومصر، ولكنه امتد إلى إيطاليا، والتي تعد إحدى كبريات دول الاتحاد الأوروبي، وواحدة من أبرز أعضاء حلف الناتو، حيث أن واقعة منع السفن الحربية التركية لسفن شركة "إيني" الإيطالية تعد المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تعطل فيها تركيا مرور سفينة أوروبية.


تحذير سلطاني


على الجانب الآخر، يبقى الموقف التركي من قطر تجاه قضية التنقيب عن الغاز في نفس المنطقة محلا للتساؤل، في إطار الاتفاقية التي وقعتها شركة "قطر للبترول"، مع "إكسون موبيل" الأمريكية في العام الماضي، للتنقيب عن الغاز الطبيعي في تلك المنطقة، في ضوء التصعيد التركي تجاه الدول الأخرى تجاه القضية نفسها.


يقول خبير الطاقة التركي، نيكديت بامير، إنه ينبغي على نظام الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان تحذير نظام قطر من تبعات الاتفاق الذي وقعوه العام الماضي، مع عملاق الطاقة الأمريكي "إكسون موبيل"، منتقدا في الوقت نفسه الشركات التي تقوم باستكشاف الغاز في منطقة شرق المتوسط.


فكي الرحى


التصريحات التي أدلى بها خبير الطاقة التركي ربما تحمل في طياتها رسالة تحذيرية، أو أمرا ضمنيا من قبل السلطان المزعوم في أنقرة للنظام الحاكم في قطر مفاده التوقف عن عمليات التنقيب في تلك المنطقة، وهو ما يضع تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر بين عصا الرئيس التركي، وجزرة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، والذي أعرب عن دعمه لقطر على خلفية تعاونه السابق معها عندما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" الأمريكية.


التعاون القطري الأمريكي في مجال الغاز ربما يكون أحد النقاط الهامة التي ترتكز عليها إمارة قطر من أجل استقطاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صفها، في إطار الصراع الحالي بينها وبين دول الجوار، حيث تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير سابق لها، أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يعد أحد أبرز عناصر إدارة ترامب تعاطفا مع الإمارة الخليجية بحكم تعاونه السابق معها عندما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، وبالتالي فإن إخلال قطر بالاتفاق مع الشركة ربما يؤدي إلى خسارة حليف مهم داخل الإدارة الأمريكية.


اقرأ أيضا..


بعد جهود "الحمدين" لاستقطابهم.. هل يتراجع يهود أمريكا عن دعمهم لقطر؟