«أنت مين فيهم».. قطر: لسنا ودودين جدًا تجاه «الشريفة» !!
لازال تنظيم الحمدين - حكومة قطر - يُراوغ في سياساته عبر التصريحات الإعلامية من خلال المنابر الإعلامية المختلفة على المستويين المحلي والدولي؛ ففي الوقت الذي ظهر فيه وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مقابلة إعلامية من خلال شبكة "سي إن إن" الأمريكية ينفي عدم العلاقات الوطيدة بين الدوحة وطهران، تنشر وكالة الأنباء القطرية الرسمية، قنا، خبرًا حول تهنئته اليوم الأحد للرئيس الإيراني، حسن روحاني بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ذلك الخبر الذي احتفت به الوسائل الإعلامية الإيرانية.
كما بعثّ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة للرئيس روحاني للمناسبة ذاتها، إلى جانب برقيات أخرى من قبل كًل من نائب أمير قطر، عبدالله بن حمد آل ثاني، وورئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الداخلية، ناصر بن خليفة آل ثاني.
وزير الخارجية القطري بحسب الـ"سي إن إن"، قال : "لسنا ودودين جدًا تجاه إيران، نريد منطقة يعمها السلام، نتشارك حدودًا مع إيران كما نشارك الحدود مع السعودية، لدينا اختلافات فيما يتعلق بالسياسات الإيرانية ونتشارك معهم حقول طاقة، أكبر حقل غاز"، مضيفًا أن "هذه الإختلافات وهذه الصراعات بيننا في المنطقة لن يتم حلها في أرض المعركة بل سيتم حلها عبر الحوار.. الولايات المتحدة الأمريكية تعلم بصورة جيدة وتعترف بشراكتها مع قطر في مجال مكافحة الإرهاب، وقمنا بحوار استراتيجي والذي يوضح تمامًا أن قطر تعتبر شريكًا مهمًا في مجال مكافحة الإرهاب والولايات المتحدة الأمريكية تعترف بدورها".
ولكن بالرغم من تلك التصريحات التي ربما تأتي محاولة للتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اجراءتها الرافضة للسياسات الإيرانية، الداعمة للفوضى والإرهاب، جاءت تلك البرقيات من القيادة القطرية بالتزامن، لتكشف استمرار مسلسل الكذب القطري.
ويُذكِر ذلك الأمر بتصرف مشابه من قبل الأمير القطري، عندما أرسل برقية تهنئة للرئيس الإيراني، بعد إعلان فوزه بفترة رئاسية ثانية، في مايو من العام الماضي. وذلك فور عدته ووصوله إلى الدوحة، بعد أن شارك في فعاليات القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ضمن 50 دولة إسلامية، والتي ركزت كلمات قاداتها، وفي مقدمتهم العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على ضرورة التصدي لممارسات إيران في المنطقة، إلى جانب كلمة العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والرئيس عبدالفتاح السيسي وتأكيدهما على على ضرورة محاربة ومواجهة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.
وفي سبتمبر الماضي أشاد وزير الدول للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي، بالسياسات الإيرانية، واصفًا إيران بـ"الدولة الشريفية"، قائلًا في كلمته بافتتاح أعمال الدورة "148" العادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، التي تم انعقادها بالقاهرة: "إيران التي يتحدثون عنها أثبتت أنها دولة شريفة فهي لم تجبرنا على فتح أو إغلاق سفارة هنا وهناك".
هذا إلى جانب استمرار التعاون الثنائي بين الدوحة وطهران والعمل على تعزيزه، في العديد من المجالات؛ فمنذ أيام استقبل السفير الإيراني لدى الدوحة، محمد سبحاني، رئيس الوزراء القطري، مؤكدًا على قبول الدعوة التي قدمها الأخير لمشاركة الشركات الإيرانية الإنتاجية والخدمية والمواد الغذائية في الدوحة.
ما دفع عدد من المتابعين لطرح التساؤل حول المحاولات القطرية للمراوغة أو إنكار العلاقات القطرية الإيرانية، وقالت الإعلامية البحرينية، سوسن الشاعر ساخرة من تناقض تصريحات وزير الخارجية القطرية عبر "سي إن إن" الأمريكية مع ممارسات تنظيم الحمدين وتحركاتهم تجاه إيران: "يا سبحان الله هل فقدت الشريفه شرفها، حتى أصبحت قطر غير ودوده معها الآن؟ أم أن التودد للأمريكان جعلكم ترمون الشريفه خلفكم؟ ما الذي غير موقفكم وأفقدكم ودكم؟".
وزير خارجية قطر لـCNN: لسنا ودودين جداً تجاه إيران.. ونريد منطقة يعمها السلام يا سبحان الله هل فقدت الشريفه شرفها حتى اصبحت قطر غير ودوده معها الان؟ ام ان التودد للامريكان جعلكم ترمون الشريفه خلفكم؟ ما الذي غير موقفكم و افقدكم ودكم؟ #تنظيم_الحمدين
— سوسن الشاعر (@sawsanalshaer) February 11, 2018
يذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي، إثر ثبوت دعم وتمويل تنظيم الحمدين - حكومة قطر - للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما قدمت الدول الأربعة قائمة مطالب من شأنها إحتواء الورطة القطرية وحل أزمتها، كان في مقدمتها إغلاق قناة "الجزيرة" والقاعدة التركية بالدوحة، إلى جانب تخفيض التمثيل الدبلوماسي والتعاون مع إيران، ولكن قوبلت تلك المطالب بالرفض من قبل القيادة القطرية.
ويتزامن اليوم الأحد مع إحياء إيران للذكرى 39 للثورة الإسلامية، من خلال تنظيم مسيرات في الشوارع والميادين العامة بمختلف المدن، وتأتي تلك الإحتغالات بعد أيام من احتجاجات شهدتها مختلف المدن الإيرانية، رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة، في ظل ما وصفوه بتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد.
اقرأ أيضًا..
بعد تعاون الجزيرة وارنا.. هل تخطط قطر وإيران لـ "لوبي إعلامي"؟
إيران تنقلب على قطر وتتهمها بدعم الإرهاب