صحوة ثقافية يقودها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ربما تقود إلى ثورة في العالم الإسلامي، هكذا استهل الباحث السعودي سلمان الأنصاري مقاله بموقع "ذي هيل" الأمريكي، مطالبا الولايات المتحدة أن تولي اهتماما بالخطوات التي تتخذها المملكة العربية السعودية في هذا الإطار، خاصة وأن جهود بن سلمان من شأنها تحويل المملكة إلى حليفا حقيقيا في تعزيز قيم الاحترام المتبادل.

وأضاف الأنصاري أن شباب السعودية أصبحوا وقود تلك الثورة باعتبارهم القوة الدافعة في إحداث تغيير سياسي في المملكة، موضحا أن المجتمع السعودي الشاب، بالإضافة إلى الهوية الإسلامية للمملكة هما نقطة الانطلاق التي يسعى من خلال ولي العهد السعودي لإصلاح الثقافة الإسلامية.

وتنطلق رؤية بن سلمان من فكرة العودة إلى المفاهيم التي كانت سائدة في المجتمع السعودي قبل اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والتي تقوم على مباديء الإسلام المعتدل وثقافة التسامح، وبالتالي تقويض المباديء الضارة التي غزت المجتمع السعودي وانتشرت على نطاق واسع من خلال الأيديولوجيات المتطرفة في المنطقة.

وأضاف أن المؤسسات السعودية، وعلى رأسها رابطة العالم الإسلامي، والتي تتخذ من مكة مقرا لها، اتخذت إجراءات عدة لدحض هذه المفاهيم في أعقاب عام 1979، إلا أنها فشلت بسبب تساهلها تجاه تنظيم الإخوان الإرهابي والرقابة الضعيفة على الشؤون المالية التي توجه إلى الخارج من الجماعة، وبالتالي كان إعادة هيكلة الرابطة من جديد جزء لا يتجزأ من الإصلاح الديني الذي يقوده ولي العهد السعودي.

ويستشهد الأنصاري، في مقاله، بانخراط رابطة العالم الإسلامي في الفترة الأخيرة مع العديد من الهيئات الدينية العالمية الرئيسية، وعلى رأسها الفاتيكان، موضحا أن ذلك يمثل طليعة تغيير الثقافة الإسلامية في المملكة العربية السعودية وحول العالم.

وأشار الأنصاري، والذي يشغل منصب رئيس مجلس العلاقات الأمريكي السعودية، إلى الخطوات التي اتخذتها المملكة من أجل منح المرأة السعودية مزيد من الحقوق، موضحا أن المملكة حققت تقدما بارزا في مجال دخول السيدات السعوديات إلى سوق العمل في الفترة الماضية، بالإضافة كذلك إلى الجهود التي تبذلها المملكة برعاية بن سلمان من أجل القضاء على الفساد.

وأضاف الأنصاري أن مكافحة أجندة جماعة الإخوان الإرهابية والكشف عن النشاط الإرهابي الشائن التي تمارسه يعد نشاطا ذو أولوية عليا تقوم به المملكة في المرحلة الحالية، موضحا أن رؤية ولي العهد لعالم مسلم جديد تبدو واعدة حيث تقوم على القضاء على أفكار جماعات الإسلام السياسي.

إقرأ أيضا

أنور قرقاش: تاريخ السعودية في دعم القضية الفلسطينية مشرف وموثق