دفاعا عن أردوغان.. كيف يتلاعب الإخوان بالتاريخ لنصرة خليفتهم؟
يبدو أن القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية بتغيير اسم أحد شوارع القاهرة، والذي كان يحمل اسم "السلطان سليم الأول"، أثار ثائرة أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما اعتادوا عليه في كافة تعليقاتهم، باعتبارهم أشد المناصرين لخلافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المزعومة.
إلا أن المثير للانتباه هو محاولة الدفاع عن أردوغان باستخدام معلومات مغلوطة، تعكس إما الكذب المتعمد أو الجهل، وهو الأمر الذي يساهم في استفزاز مشاعر المناوئين للجماعة من أبناء الدول العربية، وبالتالي إثارة المزيد من الفضائح سواء المرتبطة بالجماعة الإرهابية أو ملهمها أردوغان.
جهل أم خداع
ولعل المثال الأبرز في هذا الإطار، هو القيادي الإخواني عمرو عبد الهادي، والذي جعل من حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منصة للدفاع عن خلافة أردوغان المزعومة أو لشن الهجوم على وطنه مصر، ومن ورائها الدول العربية الأخرى الداعمة لمكافحة الإرهاب.
ففي تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، قال القيادي في الجماعة الإرهابية أنه "بما ان السيسي غير اسم شارع سليم الاول ردا على تركيا.. اطالبه بتسليم مقتنيات محمد علي باشا لاردوغان".
التغريدة تحمل في طياتها حالة من الجهل تعكس ضحالة فكر الجماعة وأنصارها، أو ربما محاولة لخداع البسطاء من الناس في مصر لتأليبهم على السلطات الحاكمة، خاصة وأن القيادي الإخواني البارز ينظر إلى محمد علي باعتباره قيادة عثمانية، في الوقت الذي يؤكد فيه التاريخ أنه قاهر العثمانيين، حيث أنه استطاع أن يحرر مصر من سيطرة الباب العالي فيما يعرف بـ"الحرب المصرية العثمانية".
شارع "سفارة الإمارات"
إلا أنه بعيدا عن المغالطات والتي اعتاد عليها أنصار الإخوان، والذين يقبع غالبيتهم في قطر وتركيا، تبقى مثل هذه التغريدات سببا رئيسيا في كشف حقيقتهم المزدوجة وكذلك حقيقة المناصرين لهم.
ففي الوقت الذي ينتقد فيه القيادي الإخواني قرار السلطات المصرية بتغيير اسم شارع ردا على تصريحات تركية مسيئة، تحمل انتهاكا واضحا للسيادة المصرية، نجد أن خليفته اتخذ قرارا بتغيير اسم شارع "سفارة الإمارات" بالعاصمة التركية أنقرة، ليس من أجل تصريحات إماراتية، ولكن من أجل تغريدة أعاد وزير الخارجية الإماراتية نشرها، حول القائد العثماني فخري باشا، الأمر الذي أشار له عدد من المغردين الخليجيين في ردّهم على "عبدالهادي".
كنوز نهبها أجداد أردوغان
على الجانب الآخر، الحديث عن مقتنيات محمد علي باشا، يثير التساؤلات حول ما استولت عليه تركيا منذ عهد الدولة العثمانية من كنوز من الدول العربية، ولعل أبرزها مقتنيات الحجرة النبوية، والتي نهبها أجداد أردوغان العثمانيين من المملكة العربية السعودية.
ويعلق الكاتب السعودي ابراهيم السليمان، على حسابه بموقع "تويتر" على تغريدة عبد الهادي، بقوله "الاخونجي المتأترك المنبطح عمرو عبدالهادي ياليت تطالب قردك التركي يرجع مسروقات الحجرة النبوية وكل ما يعرضه من مقتنيات نهبوها من الدول لعرضها في متاحفهم".
اقرأ أيضًا..
تصريحات تركيا حول بترول شرق المتوسط.. للتصعيد ضد مصر أم لاستفزاز أوروبا؟
دعوات قطر لـ"تدويل الحرمين".. قبلة حياة لأزمتها أم لدق طبول الحرب؟
العقارات التركية.. وسيلة أردوغان لتحقيق حلم الخلافة أم لتخريب الخليج؟