دعوات قطر لـ"تدويل الحرمين".. قبلة حياة لأزمتها أم لدق طبول الحرب؟
دعوات قطر لـ"تدويل الحرمين الشريفين" ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لقطر أن تبنت نفس الدعوة إبان موسم الحج في العام الماضي، بعد أن روجت إلى أكاذيب حول منع القطريين من ممارسة الشعائر الدينية، وهو الأمر الذي دحضته المملكة عبر قرار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بفتح المعابر الحدودية أمام الحجاج القطريين، استضافتهم حتى انهاء المشاعر المقدسة.
إلا أن قطر ليست صاحبة السبق في دعوتها المغرضة، إنما هي في الواقع تسعى لتحقيق حلم قديم سبق وأن حاولت إيران تسويقه مرات عدة منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، وهو الأمر الذي يطرح التساؤل حول الأسباب وراء الدعوات التي يتبناها تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر لتدويل الحرمين، خاصة في ظل تكرارها خلال شهور قليلة.
تدويل الحرمين.. التصعيد ليس الأول
الخطوة القطرية تأتي في إطار عدة خطوات أخرى، تعكس في مجملها رغبة في التصعيد غير المبرر مع دول الجوار، حيث تصاعدت تلك الدعوات بعد أسابيع من استفزازات قطرية واضحة لدولة الإمارات، بدأت بادعاءات كاذبة حول اختراق طائرة إماراتية للأجواء القطرية، ثم تلا ذلك قيام مقاتلات قطرية باعتراض طائرات مدنية إماراتية، وهو ما قابلته قيادة الإمارات بنهجها القائم على ضبط النفس وعدم الاستجابة للاستفزازات القطرية المتعمدة.
يبدو أن فشل "الحمدين" في استفزاز الإمارات دفعهم من جديد نحو إعادة الحديث عن تدويل الحج، وذلك بالرغم من التصريحات السابقة التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والذي حذر خلالها أن مثل هذه الدعوات تعد بمثابة إعلان حرب.. وهنا يبقى التساؤل لماذا تسعى قطر للتصعيد؟
التصعيد.. سبيل قطر لإعادة إحياء أزمتها
النظام القطري سعى خلال الأشهر الماضية، منذ القرارات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، إلى استجداء الوساطات الدولية، لكن يبدو أن جهود الإمارة الخليجية ضاعت سدى، هو ما ترتب عليه حالة من التدهور الاقتصادي، بالإضافة إلى ظهور تحديات قهرية تتعلق بمشروعات قطر المرتبطة بتنظيم مونديال 2022، والتي توقف بعضها بينما تباطأ البعض الأخر بصورة كبيرة.
ومع مرور الوقت، أصبح اسم الإمارة وأزمتها يخفت بصورة كبيرة، سواء في مانشيتات الصحف الخليجية أو العربية، أو حتى الدولية، أو في مناقشات النشطاء الخليجيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ,وبالطبع في محادثات الساسة، وبالتالي ربما وجدت قطر أن السبيل لإعادة احياء أزمتها من جديد هو التصعيد، فلجأت إليه أولا مع الإمارات ثم استهدفت سيادة المملكة العربية السعودية بدعوات "تدويل الحرمين".
القوى التوسعية.. قطر أداة لتحقيق أحلام إيران وتركيا
من جانب آخر، تأتي الدعوات المغرضة لـ"تدويل الحرمين" تكرارا للدعوات الإيرانية المتكررة، والتي بدأت منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وهو ما يعكس قبول "الحمدين" بدور الأداة التي تستخدمها القوى غير العربية من أجل تحقيق أحلامهم التوسعية على حساب القوى العربية الرئيسية في منطقة الخليج، وفي القلب منها المملكة العربية السعودية.
دعوات قطر لا تقتصر في أهدافها على خدمة إيران، ولكنها تمتد كذلك إلى خدمة النظام التركي، والذي يسعى إلى قيادة العالم السني، على حساب المملكة العربية السعودية، في إطار صفقة مشبوهة يقودها تحالف قطري إيراني تركي، بمساعدة جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك للسيطرة على مقدرات منطقة الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا..
بعد تجدد دعوات قطر بتدويل الحرمين.. مغردو الخليج: إلا الحرمين الشريفين