التوقيت الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024
التوقيت 02:35 م , بتوقيت القاهرة

بعد تضخيم خطأ متحف أبوظبي.. هل تحاول قطر تصوير نفسها كـ"إسرائيل العرب"؟

على الرغم من أن إدارة متحف "اللوفر أبوظبي" قامت باستبدال الخريطة المعروضة في أحد جنباته، والتي لم تحتوي اسم قطر، إلا أن الإمارة الخليجية ومسؤوليها وأذرعها الإعلامية مازالت تشن حملتها البكائية، بهدف الإساءة لدولة الإمارات، إلا أنها لم تكتفي بالإساءة ولكنها سعت لاستغلال هذه القضية من أجل كسب تعاطف دولي، يمكنها الاستفادة منه فيما يتعلق بالأزمة الدبلوماسية التي تعانيها الإمارة مع جيرانها الخليجيين.


الأدوات القطرية تحركت على مسارات عدة من أجل تحقيق الأهداف سالفة الذكر، حيث سعى إعلام قطر وكذلك الموالين لتنظيم الحمدين الحاكم في الإمارة الخليجية، إلى تضخيم القضية، حتى يمكنهم تصوير أنفسهم بصورة الجار المكروه من قبل جيرانه العرب، وبالتالي تبرير سياساتهم العدائية تجاه محيطهم الخليجي والعربي.


إثارة الوقيعة


سعى تنظيم الحمدين، والموالين له لاستغلال الخطأ الذي ورد بالخريطة للوقيعة بين الإمارات وسلطنة عمان، بسبب ظهور ولاية مسندم العمانية، في الخريطة، كجزء من الإمارات، وهو الأمر الذي اعترف وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية بأنه هفوة بسيطة، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".


ألجزيرة


إعلام قطر تجاهل كل أصول المهنية والموضوعية في تناوله للقضية، حيث تجاهل تصريحات قرقاش التي تعكس احترام الإمارات لحدود الدول الأخرى، كما تجاهل قيام إدارة المتحف باستبدال الخريطة، لتصحيح الخطأ الوارد.


تغريدة قرقاش


إلا أن محاولات الوقيعة بين الإمارات وعمان كان مصيرها هو الفشل كالعادة، حيث أكد العديد من المغردين العمانيين على مواقع التواصل الاجتماعي أن العلاقات بين الإمارات وعمان راسخة، ولا يمكن أن تهتز بسبب خطأ وارد 


تغريدة عماني


تشويه الإمارات


يبدو أن تشويه صورة الإمارات أمام العالم، والقاء الاتهامات الباطلة بحقها كان هدفا قطريا بامتياز على مدار الأسابيع الماضية، حيث بدأت حملة قطر لتشويه صورة جارتها الخليجية بالإدعاءات التي دارت حول قيام طائرة إماراتية بانتهاك الأجواء القطرية في ديسمبر الماضي، وقامت السلطات القطرية على أثر ذلك بتقديم شكوى للأمم المتحدة ضد الإمارات، وهو ما ردت عليه الإمارات لاحقا عبر بعثتها الدائمة في الأمم المتحدة.


وبالتالي فكان من الطبيعي أن تكون هناك حالة من التضحيم القطري لواقعة خريطة المتحف، حتى أن رئيس هيئة متاحف أبوظبي المياسة آل ثاني نشرت تغريدة باللغة الإنجليزية تعليقا على هذه المسألة، حيث قالت فيها أن المتاحف عبر التاريخ هي مصدر لمعرفة ثقافة الآخر، إلا أن مفهوم المتاحف يبدو جديدا على أبوظبي، وبالتالي فإن متحف "اللوفر أبوظبي" لا يتوافق مع ذلك.


المياسة


إلا أن المياسة ربما تناست الخرائط التي قامت بنشرها قناة الجزيرة القطرية، والتي لم تضع فيها إسم مملكة البحرين، بل وأنها طمست الهوية العربية لمنطقة الخليج، وهو الأمر الذي دفع العديد من المغردين للرد عليها، ولعل أبرزهم الإعلامي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي.


تغريدة الفلاسي


إسرائيل العرب


الحملة الكبيرة التي شنها إعلام قطر والموالين لهم ربما تطرح تساؤلات، خاصة في ظل استخدام اللغة الانجليزية في تضخيم الخطأ الإماراتي، سواء من قبل بعض المغردين الموالين لتنظيم الحمدين، وعلى رأسهم المياسة، أو حتى من خلال بعض المنابر الإعلامية الناطقة بالانجليزية، سواء كانت الجزيرة أو غيرها.


يبدو أن تشويه الإمارات لم يكن الهدف الوحيد لتلك الحملة، وهو الأمر الذي نجد تفسيره في مقال للكاتب جيمس دورسي، بموقع "لوبلوج"، حيث يرى أن قطر أصبحت إسرائيل العرب. ودافع الكاتب عن قطر باعتبارها الدولة المضطهدة بين جيرانها، وهو نفس الشعار الذي كثيرا ما تبنته إسرائيل لتبرير سياساتها العدائية، معتبرا أن العرب دائما ما يرفضون أن يضعون اسم الدولة العبرية على خرائطهم كما فعلوا ذلك مؤخرا بإمارة قطر.


صورة من المقال


يبدو أن ما توصل إليه الكاتب كان أحد أهداف قطر، والتي تسعى إلى أن تضع نفسها في نفس الكفة مع إسرائيل، لكسب التعاطف الدولي المفقود، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح سواء في محاولات التقرب من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، أو الزيارات التي نظمتها لأبرز المدافعين عن حقوق اليهود في العالم، أو حتى من خلال استضافتها لأحد لاعبي التنس الاسرائيليين في بطولة قطر المفتوحة للتنس والتي احتضنتها الدوحة قبل أيام.


إقرأ أيضا


الزيارات المجانية.. استراتيجية قطر الجديدة لتحسين صورتها أمام أمريكا


بعد شائعة استهداف الجيش.. قطر والإخوان يواصلان الإساءة لمؤسسات مصر


نورة شنار: قطر تستهدف الإمارات بأوامر تركية