عبر تغريداته.. كيف استخدمت قطر القرضاوي لإضفاء صبغة دينية على مواقفها؟
يبدو أن الداعية الإخواني المتطرف يوسف القرضاوي، مازال مصرًا على القيام بدور سياسي داخل إمارة قطر التي ترعاه، وتقدم له الحماية من المثول أمام العدالة جراء الجرائم الكثيرة التي اقترفها منذ سنوات طويلة بحق مصر والعديد من الدول الأخرى في المنطقة عبر فتاويه المتطرفة التي اتفقت جميعها على تحليل سفك الدماء والقتل.
القرضاوي، صاحب النفوذ القوي لدى عناصر تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، لا يترك فرصة للظهور سواء في الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا لبث السموم وممارسة هواية التحريض التي اعتادت عليها جماعته منذ نشأتها، إلا أن الدعاية التحريضية التي يبثها مفتي الإرهاب أصبحت تركز إلى حد كبير على الدول المناوئة لقطر، وإن كانت اللهجة التي يتبناها لا تحمل تعبيرًا صريحًا، ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الكراهية.
دعوة كاذبة للحوار
لعل آخر التغريدات التي أطلقها القرضاوي، خلال الأيام الماضية، تقدم نموذجًا حول الكيفية التي يضع بها الشيخ المسن السم في العسل، من أجل خدمة المصالح القطرية وضرب التفاف الشعوب العربية حول القرارات التي اتخذتها حكومتها تجاه الإمارة الداعمة للإرهاب، وهي النفس الطريقة التي تتبناها أحيانًا المنابر الإعلامية القطرية، وعلى رأسها قناة "الجزيرة".
تناول القرضاوي في تغريدة له صباح السبت، مسألة الحوار، فيقول إن أرباب الأنفس المريضة لا يمكنهم حوار الأخرين أو تقبل من يخالفهم، موضحًا أنهم يفضلون أن يبقون على الساحة وحدهم.
أرباب الأنفس المريضة والصدور الضيقة؛ لا يمكنهم حوار الآخرين، أو تقبل من يخالفهم، ولا يحبون إلا أن يبقوا على الساحة وحدهم.
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) November 4, 2017
التركيز على مسألة الحوار في تغريدة مفتي الإرهاب، ربما تتزامن مع تصريحات أخرى لعدد من مسؤولي نظام قطر، وعلى رأسهم أمير الإمارة تميم بن حمد، والذين قدموا دعوات للحوار مع التحالف الرباعي العربي المناهض للإرهاب، رافضين في الوقت نفسه أن يقدموا ضمانات حول توقف الإمارة الخليجية عن ممارسة سياساتها التخريبية في المنطقة أو التوقف عن دعم الإرهاب في المنطقة.
وهنا يمكن القول بأن القرضاوي يحاول إضفاء صبغة دينية للتحركات التي تتخذها إمارة الإرهاب، وإلقاء اللوم على الدول الأخرى التي يحاول الترويج بأنها رافضة للحوار، على عكس الحقيقة، التي تؤكد أن تعنت قطر ورفضها للاستجابة للمطالب المقدمة من قبل الدول العربية هو السبب العائق الرئيسي أمام أي حوار يمكنه تحقيق النجاح.
مفهوم الوحدة الإسلامية
سعى الشيخ الإرهابي المسن أيضًا إلى التلويح ببعض المفاهيم القومية، على غرار الوحدة العربية والإسلامية، في سبيل دغدغة مشاعر متابعيه، فيقول "ليس أغيظ لأعداء الأمة من اجتماع شملها ووحدة كلمتها، وليس أسعد لقلوبهم من اختلاف الأمة على نفسها وتفرقها من داخلها."
ليس أغيظ لأعداء الأمة من اجتماع شملها ووحدة كلمتها، وليس أسعد لقلوبهم من اختلاف الأمة على نفسها وتفرقها من داخلها.
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) November 2, 2017
ما بين الحوار والوحدة، نجد أن الهدف من تغريدات القرضاوي واحد، وهو خدمة المصالح القطرية والدفاع عنها ضمنيًا دون الحديث بشكل مباشر عن الأزمة التي تعانيها قطر منذ بداية الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب.
دعوات تحريضية
لم تخلو تغريدات القرضاوي الأخيرة أيضًا من التحريض، على الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، من خلال التلامس مع بعض الإدعاءات الكاذبة التي تروج لها قناة "الجزيرة"، الذراع الإعلامي لتنظيم الحمدين، والتي يدور معظمها حول انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك الاعتقالات وغيرها.
يقول مفتي الإرهاب "أعلن النبي أن النار فتحت أبوابها لامرأة حبست هِرة؛ فكيف بالذين يحبسون عشرات الألوف من بني الإنسان بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله؟!"
أعلن النبي أن النار فتحت أبوابها لامرأة حبست هِرة؛ فكيف بالذين يحبسون عشرات الألوف من بني الإنسان بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله؟!
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) November 2, 2017
يبدو واضحًا أنها نفس الدعاية السياسية التي تقدمها قناة الجزيرة القطرية، لاستهداف الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، ولكن يقدمها الشيخ الإرهابي بصبغة دينية، تهدف في الأساس إلى مخاطبة قطاعات معينة في المجتمعات العربية لتأليب الرأي العام في المنطقة العربية، وإثارة الفوضى داخلها.
إقرأ أيضًا